حسابات خارجية وولاءات إقليمية.. خيانات الإصلاح تنذر بانهيار الشرعية
الجمعة 26 إبريل 2019 00:09:20
"اختراق السلطة الشرعية اليمنية من قبل جماعة الإخوان المسلمين، لم يعد فقط عائقاً أمام استكمال جهود تحرير اليمن من مليشيا الحوثي، بل تحوّل إلى تهديد كبير للمنجز المتحقّق في هذا المجال".. هكذا استهلّت صحيفة العرب اللندنية تقريراً حديثاً، فضح الدور السرطاني لحزب الإصلاح (الذراع السياسي لجماعة الإخوان الإرهابية).
الصحيفة استدلّت على ذلك بسقوط مناطق كانت محرّرة في قبضة الحوثيين بتواطؤ من عناصر إخوانية، تنفِّذ أجندة قطرية من مقتضياتها إعادة جمع الإخوان والحوثيين في جبهة موحدة.
وقد فجّر تقدُّم ميداني لمليشيا الحوثي موجة انتقادات للسلطة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي وطريقتها في إدارة شؤون المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وترتيب شؤونها الأمنية والعسكرية لتأمينها من غزو حوثي جديد.
وأثارت العديد من الفعاليات السياسية والإعلامية مسألة اختراق صفوف "الشرعية" بهياكلها المدنية والعسكرية من قبل جماعة الإخوان الإرهابية ممثلةً بحزب الإصلاح، مع أنّ للجماعة أهدافاً مختلفة عن أهداف الحكومة وتتصل بحسابات خارجية وولاءات إقليمية.
وسقطت مناطق من محافظة الضالع بيد الحوثيين بسبب خيانات من قبل قيادات عسكرية إخوانية ضمن القوات المكلّفة بحماية تلك المناطق، ونقلت الصحيفة عن مسؤول محلّي في عدن قوله :"خيانات الإخوان لم تبدأ الآن بل واكبت جهود تحرير المناطق ومن بينها عدن".
وأضاف طالباً عدم الكشف عن هويته، كما قالت الصحيفة: "الإخوان لم يشاركوا عملياً في تحرير عدن بل عملوا على عرقلة جهود التحرير من خلال إثارة مشكلات وصراعات جانبية مع أطراف أخرى مثل السلفيين ومكونات من الحراك الجنوبي".
وأكّد "المصدر" أنّ الأوضاع القائمة حالياً في تعز شاهد عملي على الدور السلبي لحزب الإصلاح الإخواني المسؤول عن تأخُّر فكّ الحصار الحوثي عن المدينة، حيث لا تزال المليشيات التابعة له تصرف الجهود نحو الصراع مع القوميين والسلفيين وحزب المؤتمر الشعبي العام.
وسيطرت مليشيا الحوثي أمس الأربعاء، على مديرية الحشاء غربي محافظة الضالع، وذلك بعد أيام قليلة من تقدمها العسكري جنوب البلاد، إثر معارك ضد المقاومة الشعبية والقوات الحكومية.
وقال مصدر عسكري حكومي إنَّ الحوثيين فرضوا سيطرتهم على منطقة ضوران بعد يوم من سيطرتهم على مناطق واسعة في مديرية الحشاء التي تربط محافظات الضالع وإب وتعز.
وتحقق تقدم الحوثيين في الحشاء بعد أيام من سيطرتهم على منطقة العود الاستراتيجية في مديرية قعطبة، بعد انشقاق ضباط في القوات الحكومية وانضمامهم إلى الحوثيين.
وذكرت مصادر محلّية أنّ المنشقين إمّا من الإخوان وإما ممن تلقّوا أموالا يرجّح أنّ مصدرها قطر، مشيرة إلى وجود دور كبير لـ"الأخيرة" في التقريب بين إخوان اليمن والحوثيين بهدف تفكيك جبهة الشرعية وعرقلة جهود التحالف العربي.