مؤامرة الحوثيين ضد الجنوب.. المليشيات تستدعي إرهاباً إخوانياً عمره 25 عاماً
"صيف 1994": جئنا (إلى الجنوب) لنحارب مجرمين خارجين عن القانون، هدفنا الحفاظ على الدولة".. "صيف 2019": نتقدم (إلى الجنوب) لطرد الغزاة ونبني الاستقرار لنحافظ على كل أراضي الجمهورية اليمنية.
25 عاماً مرّت المشهدين، وكأنّ لا فارقاً بينهما، الأول رفعته شعاراً المليشيات الإخوانية الإرهابية في غزوها للجنوب عام 1994، ثم عادت بعد ربع قرن مليشيا الحوثي الانقلابية تسير على الدرب نفسه، فالقاسم المشترك أنّ الطرفين المعتدين ادعيا كذباً وزوراً أنّ هدف كل منهما إنقاذ "الجنوب"، بينما الحقيقة التي جمعت بين الحليفين الإرهابيين هي نزعتهما المتطرفة على اجتياح الجنوب.
"المشهد العربي" حصل على مقطع فيديو، كشف تشابه الخطاب الإعلامي بين المليشيات الحوثية من جانب والإخوانية من جانب آخر، حاول فيه الطرفان اللعب بوتر الإعلام ضمن حرب نفسية تستهدف في المقام الأول النيل من الجنوب، لكنّ الوعي الذي يتمتع به شعبه دائماً ما يُجهض مثل هذه المؤامرات.
في الساعات الماضية، حرصت وسائل إعلام ناطقة بلسان مليشيا الحوثي على ترويج الأكاذيب فيما يتعلق بجبهة الضالع، مستخدمةً نفس الأساليب التي كانت قد اتبعتها عندما هاجمت الجنوب في 2015.
وعلم "المشهد العربي" من مصادر إعلامية، أنّ مليشيا الحوثي تقوم بتنفيذ تسللات إلى أطراف الضالع، بعدة أفراد خفيفي الحركة يعملون على تصوير تلفزيوني وينشرونه فيما بعد، في الوقت الذي قد تعاملت المقاومة مع المجموعة وطردتهم.
وسيراً على النهج الذي كانت تتبعه مليشيا الإخوان في عدوان التسعينات، فإنّ "الحوثي" تسعى من خلال ترويج أكاذيب عن سيطرة مزعومة على بعض المناطق في الضالع، تقوم على شقين أساسيين، الأول لعناصرها للدفع نحو مزيدٍ من التحشيد، والثاني يستهدف توجيه رسالة سلبية للجنوبيين تستهدف كسر معنوياتهم.
اللافت أنَّ عناصر موالية موالية للإخوان تحالفت مع المليشيات الحوثية وإعلامها في ترويج هذه الحملة ضد الجنوب، لا سيّما أنّ التقارب الحوثي الإخواني تتمدّد أواصره يوماً بعد يوم، حيث تحالَفَ طرفا الإرهاب للحفاظ على مصالحهم، فالجانبان يسعى لمصادرة السلطة، وبالتالي من مصلحتهما إنهاك كل الأطراف الأخرى في حرب تكون تكاليفها باهظة.
وقد كانت وسائل إعلام قطرية وتركية، وهما الدولتان اللتان تحتضان الإرهاب الإخواني، سبَّاقة في نشر الكثير من الإدعاءات حول الأوضاع في محافظة الضالع، وفي المقدمة من ذلك قناة الجزيرة وكالة الأناضول، حيث تتحدثان بشكل يومي عن تقدُّم حوثي، كما تعرضان مشاهد مفبركة تقوم المليشيات بفبركتها.