المشير غير العسكري.. مليشيا الحوثي تهين أعراف البدلة المموهة
"مهدي المشاط مشيراً".. قرار حوثي يثير فصلاً جديداً من مسلسل الكوميديا السوداء، تهين به المليشيات الانقلابية كل الأعراف العسكرية.
مليشيا الحوثي منحت رئيس مجلس حكمها الانقلابي مهدي المشاط رتبة مشير، على الرغم أنه من خارج المؤسسة العسكرية، وهي أعلى رتبة تمنح في الجيش.
وبرر المجلس هذا القرار بأن المشاط يشغل "القائد الأعلى للقوات المسلحة"، في المناطق الخاضعة لسيطرة للانقلابيين.
صحيفة "الشرق الأوسط" نقلت عن مصادر مطلعة قولها إن مليشيا الحوثي فرضت على الرئيس السابق للبرلمان اليمني يحيى الراعي والخاضع لسيطرة الانقلابيين في صنعاء أن يتخذ قراراً مع النواب الموجودين معه يقضي بمنح المشاط رتبة المشير وهي أعلى رتبة في الجيش، ولا تمنح إلا للعسكريين بعد تدرج في الخدمة يمتد عشرات السنوات.
يمثل هذا القرار الحوثي عبثاً حوثياً بالأعراف العسكرية، فكثيراً ما أصدر الانقلابيون قرارات مماثلة بمنح قيادات مليشاوية رتباً عسكرية بالرغم من أنّهم ليسوا من منتسبي المؤسسة العسكرية.
ومنذ اليوم الأول لانقلابها الدموي المسلح في صيف 2014، تعمل المليشيات الحوثية على شرعنة وجودها بقوة السلاح ونشر الطائفية وهدم الأعراف، على النحو الذي يصنع من اليمن بلداً جديداً يستنسخ طائفية ملالي طهران.
ولا يقتصر العدوان الطائفي على الشق العسكري، لكنّ مليشيا الحوثي منذ اجتياحها صنعاء في سبتمبر 2014، عملت على إعادة صياغة الذاكرة الوطنية وغسل عقول الأطفال في أماكن سيطرتهم، ومن أجل تحقيق ذلك انكبُّوا على تغيير المناهج الدراسية، فبدأوا بتغيرات محدودة، من بينها استبدال آيات قرآنية أو أحاديث نبوية بأخرى، فضلا عن حذف أسماء بعض الصحابة من المناهج.