وجنت على نفسها المليشيات.. 10 آلاف حوثي يدفعون ثمن إرهاب الانقلاب

الأحد 28 إبريل 2019 02:23:37
"وجنت على نفسها المليشيات".. 10 آلاف حوثي يدفعون ثمن إرهاب الانقلاب
مرّت الأشهر الماضية، وتحديداً في عام 2018 كما لم تمر غيرُها، فقد تكبّدت مليشيا الحوثي الانقلابية خسائر فادحة رسم ملامح مختلفة لخريطة الأزمة، على الصعيدين السياسي والعسكري.
ومنذ أن أعلنت مليشيا الحوثي الموالية لإيران حربها على اليمنيين واجتياح صنعاء في سبتمبر 2014 واجهت مقاومة واسعة بمساندة عربية تحت إطار التحالف العربي، ومنذ ذلك الحين ورصيد خسائرها البشري يرتفع وتتكبد يومياً خسائر كبيرة في صفوفها على امتداد أكثر من 40 جبهة قتال كما تقول صحيفة "الرياض"، التي أشارت إلى فقدان المليشيات الآلاف من عناصرها بفعل الضربات الخاطفة وعمليات الكمائن التي تتعرض لها في قلب المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
وعملت إيران منذ وقت مبكر، على تشكيل وبناء مليشيات قتالية بأعداد بشرية حوثية كبيرة، وصنعت قيادات ميدانية شكلت "النواة الصلبة" أخضعتها للتشكيل التعبوي ودورات تدريب مكثفة على يد خبراء من الحرس الثوري الإرهابي وعناصر من تنظيم "حزب الله"، في سياق إعدادها وتجهيزها للقيام بمهام ضرب الاستقرار في اليمن والمنطقة واستهدف أمن الجزيرة العربية وتعطيل حركة الملاحة البحرية من خلال تهديد المنظومة الأمنية للبحر الأحمر ومضيق باب المندب وبحر العرب.
وقالت الصحيفة، إنّ جهود التحالف العربي وقوات الجيش أفشلت الحلم الإيراني، إذ وجهت ضربات مركزة دمَّرت جزءاً كبيراً من الكتل والوحدات والمجاميع القتالية التي أعدَّتها إيران وعملت على بنائها ضمن المليشيات الحوثية، وضربت مراكز ثقلها القتالية الصلبة وغرف القيادة والسيطرة والقدرات اللوجستية وبعثرت الأنساق القيادية الميدانية للمليشيا باستهداف قياداتها من الصف الأول ومختلف المستويات على نحو أفقدها الاستقرار وشل قدراتها القيادية وضرب معنويات ما تبقّى من أفرادها وقيّد تحركاتها إلى حد كبير.
وفي عام 2018 فقط، فقد الحوثيون 9800 مسلح لقوا مصرعهم في مختلف جبهات القتال خلال الفترة ما بين يناير وحتى ديسمبر، رغم التعتيم الكبير الذي تمارسه المليشيات على أعداد قتلاها.
عدد القتلى من قيادات مليشيا الحوثي بلغ أكثر من ألف، أغلبهم من المصنفين كقيادات عقائدية وسُلالية تنتمي للسلالة التي يتزعمها عبدالملك الحوثي وجميعهم ضمن قوام الكتلة القيادية الصلبة للمليشيات، أبرزهم رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي صالح الصماد، الذي لقي مصرعه في 23 أبريل 2018 في غارة جوية لمقاتلات التحالف العربي عقب أيام من تصريحاته التي تضمَّنت تهديداً بقصف عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض ومكة المكرمة بالصواريخ البالستية، ويعتبر المطلوب الثاني في القائمة السوداء للمطلوبين للتحالف العربي وتضم 40 شخصاً من قيادات ومسؤولي مليشيا الانقلاب، فضلاً عن مقتل المئات من المشرفين الحوثيين ومسؤولي الحشد والتجنيد.
وإلى جانب الصماد، قتل خمسة من أبرز قادة المليشيات المذكورة أسماؤهم في قائمة الأربعين المطلوبين للتحالف العربي، أبرزهم القيادي سفر الصوفي المطلوب رقم (15)، وأحمد دغسان المطلوب رقم (22)، ومبارك المشن الزايدي المطلوب رقم (33)، وعلي ناصر قرشة المطلوب رقم (40) فيما لا تزال الشكوك تحوم حول قيادات أخرى، فضلا عن إصابة آخرين منهم.
ويُتهم الحوثيون بأنَّهم لا يهتمون بالقتلى الذين يسقطون في صفوفهم، وأنّهم لا يأبهون بانتشال جثث مقاتليهم الذين يُتركون في العراء، وقد يتعرض بعضها للتحلل أو نهش الكلاب الضالة، ولوقت طويل تظل جثث قتلى مليشيا جماعة الحوثي ملقاة في الشعاب والجبال، إلى أن تلتفت إليها المقاومة ورجال القبائل فيقومون بدفنها.
وغالبية الجثث لقتلى عناصر الحوثيين التي تسلم لأهاليهم هي جثث وهمية وليست جثث أبنائها القتلى، كما تكتظ ثلاجات المستشفيات الحكومية والخاصة في صنعاء لجثث المليشيات أغلبها لقتلى مجهولي الهوية، وباتت الجثث تُسبِّب ضغطاً كبيراً على ثلاجات المستشفيات، ما يدفع المليشيات إلى التخلص منها بكل الطرق غير المشروعة وغير الإنسانية.
وفي مارس 2018، أخرجت المليشيات الانقلابية من مستشفى الكويت الجامعي بصنعاء ما يقارب من 50 جثة من ثلاجتها وجميعها لمجهولي الهوية، وبعضها لم يتبق منهم سوى بعض الأشلاء وتم وضعها في مقطورة "حاوية" شاحنة والذهاب بها إلى خارج المستشفى، ما يوحي أنها تقوم بدفن قتلاها في قبور جماعية لتخفيف الضغط على ثلاجات مستشفيات صنعاء وفي بقية المحافظات التي ما زالت تحت سيطرتها.
اعتاد الحوثيون التكتم عن أعداد قتلاهم خوفاً على معنويات أفرادهم، إذ يحاولون رفع الروح المعنوية لدى أنصارهم من خلال التكتم على خسائرهم البشرية، لكن زحمة المقابر الجديدة التي تشيدها المليشيات بحضور قيادات فيها بشكل مستمر فضحت ما حاولت التستر عليه وكشف حجم الأرقام المهولة لقتلاها.
وافتتحت المليشيات المدعومة مقابر جديدة في أحياء صنعاء، منها مقابر في حي "الجراف" وأحياء المطار وشارع خولان، وسرعان ما امتلأت خلال العام، كما حوَّلت المدرجات الزراعية الأكثر خصوبة في محافظة صعدة شمال البلاد إلى مقابر جماعية لقتلاها، فضلا عن استحداث عشرات المقابر في كل المدن والأرياف اليمنية الواقعة تحت سيطرتها خلال الأربع سنوات الأخيرة.