الائتلاف اللاوطني الجنوبي !
وهيب الحاجب
- الانتقالي.. شوكةٌ لا خيار غير بلعها!!
- الحكومة.. من غزوتي المعاشيق إلى فتح شقرة
- الشرعية.. شهادة الوفاة من أبين وتصريح الدفن في عدن
- الانتقالي و"الاستقالات" وأكذوبة الحراك!!
إشهار ما سُمي بـ«الائتلاف الوطني الجنوبي» التفافٌ جديد على قضية الجنوب وتضحيات الشهداء التي قُدمت لأجل مشروع وطني يسعى لاسترداد وطن ونيل حرية وكرامة وسيادة سلبتها قوى الغزو القادمة من الشمال.
الجنوب أمام منعطف خطير شرعت تتكشف أوراقه بدءاً بالتحشيد على الحدود والتوغل في الأراضي الجنوبية بمساعدة الشرعية، وتتبين معالمه من قرارات ونوايا الوزير المقدشي، واليوم ظهرت النوايا أكثر بإشهار الائتلاف الوطني الجنوبي وما صدر عنه من بيان.. منعطف يحتم على القوى الجنوبية «الأصيلة» والمؤمنة بالتحرير والاستقلال الوقوف ضده بمسؤولية تجنب الجنوب أولاً الصدام مع الجنوبي الآخر، بأي شكل من أشكال العنف التي يريدها ويسعى لها هذا «الآخر»، ثم العمل على الأرض لتقوية الجبهة الداخلية وأولها إعادة ترتيب وضع المقاومة وتحييدها من خطر التفكيك والهيكلة التي تريدها الشرعية عبر «الائتلاف اللاوطني».
واضح وضوح الشمس في رابعة النهار أن المسمى «ائتلاف وطني» زوراً وبهتاناً، ما هو إلا كيان جاءت به الشرعية لتنفيذ مهمة لضرب القضية الجنوبية ومحاولة التشويش على الزخم الشعبي وتشويه الالتفاف حول المكونات الجنوبية الأصيلة التي تعمل على الأرض وتتبنى تطلعات الشعب الجنوبي نحو استعادة السيادة والانفكاك من كابوس الوحدة، التي فُرضت بالمدافع، ولازالت قائمة بالآلية ذاتها.
البيان الصادر عن اجتماع العيسي وزبانيته، كشف جانباً من النوايا اللاوطنية التي يضمرها الائتلاف ومن يقف خلفه من المهووسين باليمننة و«الشقاة» والمسترزقين من جماجم الشهداء. دون خجل أو حياء، طالب البيان «الإخواني» بتفكيك المقاومة الجنوبية التي حررت الأرض وصنعت من هؤلاء الأصنام رجالا يتشدقون اليوم باسم الجنوب والقضية، إذ جاء في البيان بالنص: «يؤكد المؤتمر على أن العمل خارج مؤسسات الدولة وإنشاء كيانات وتشكيلات مسلحة خارج إطار مؤسسات الدولة ولا تتبع هيكلتها القيادية، هو تفخيخ وتلغيم للجنوب، وأنه لابد من وقفة جادة أمام ذلك».. متناسين أن الدولة التي يتحدثون عنها لا وجود لها ولا يمكن أن تقوم لها قائمة، بدليل الفشل السياسي والعسكري الذي منيت به «دولتهم»، منذ تهجيرها من صنعاء وبقيت تحت رحمة المقاومة الجنوبية في عدن.
«الائتلاف الوطني الجنوبي» الذي أُعلن أمس مكلفٌ بمهام محددة أولها العمل على تفكيك المقاومة الجنوبية وإضعاف ولائها الوطني للجنوب، ومحاولة شراء ولاءات ومواقف لصالح الشرعية اليمنية وضد المكونات الجنوبية والمجلس الانتقالي على وجه التحديد، بغية تقليم أظفار الجنوب من قواته العسكرية، تمهيداً لمرحلة قادمة ستشهد مزيداً من التصعيد ضد الجنوب، وهو ما ظهر خلال اليومين الماضيين في تصريحات وزير الدفاع محمد علي المقدشي الذي أراد نقل مالية الجيش من العاصمة عدن إلى مأرب، في توجّهٍ جديد لإعادة الإقصاء وتكريس التبعية وليّ الأذرع الجنوبية.
في بيان «المؤلفة قلوبهم» على طاعة الشرعية، لا جود للقضية الجنوبية كقضية دولة ووجود، سوى مراوغات للبحث عن هوية يحددها النظام السياسي الذي يعملون لخدمته ويكرسون مشاريعه المعادية للجنوب، ولا وجود لرجال المقاومة وتضحياتهم وتطلعاتهم سوى تخرصات سمجة وادعاءات زائفة من تلك الثلّة المارقة التي تصف نفسها بـ «الجنوبية» ظلماً للقضية وعدواناً على تضحيات الأبطال.