سرقة المساعدات الإنسانية.. الجريمة الربحية في قبضة المليشيات الحوثية
الاثنين 29 إبريل 2019 13:20:56
منذ اليوم الأول لحربها العبثية،التي أشعلتها في صيف 2014، عمدت مليشيا الحوثي الانقلابية على تأزيم الوضع الإنساني في محاولة منها لإطالة أمد الأزمة إلى أقصى حد ممكن، وهو الأمر الذي يدفع المدنيون ثمنه الأكثر بشاعةً وفداحة.
وانضم احتجاز وسرقة المساعدات الإغاثية، إلى قائمة لا تنتهي من الجرائم الحوثية التي ارتكبتها المليشيات على الصعيد الإنساني، دون أن تعبأ بأي أعراف فرضها الضمير أو القانون.
أحدث الانتهاكات الحوثية، في هذا الصدد تمثّل في احتجاز المليشيات مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية الدولية، منذ قرابة شهر في محافظة إب.
وثيقة رسمية صادرة عن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أبان أنّ المليشيات تحتجز 189 شاحنة، تحمل مساعدات إنسانية في محافظة إب منذ 22 يوماً، فيما أفادت مصادر مطلعة أنّ هذه الشاحنات تحمل مساعدات غذائية مقدمة من برنامج الغذاء العالمي، ومنظمات إنسانية دولية أخرى..
ودأبت مليشيا الحوثي، على عرقلة ومنع وصول المساعدات ونهبها وفق إجراءات ممنهجة تهدف إلى تجويع اليمنيين وقطع إمدادات الحياة عنهم في اعتداء واضح على حقوق الإنسان، وقد أكّد مواطنون ممن تضرروا من نهب الحوثيين للمساعدات الإغاثية والإنسانية، أنّ الانقلابيين يستغلون ظروفهم المعيشية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم والاستيلاء على المساعدات المقدمة من المنظمات الإغاثية العالمية.
ويتاجر الحوثيون، بهذه المساعدات الإغاثية في الأسواق ويحرمون المواطنين منها بقوة السلاح إضافةً إلى تعمدهم تجويع الأسر.
المساعدات الإنسانية، تمثّل ورقة شديدة الربحية في قبضة المليشيات الحوثية، وكثيرةٌ هي التقارير التي كشفت الجرائم الحوثية في هذا الصدد، ففي بداية العام الجاري، أفادت تقارير رسمية بأنّ المليشيات نهبت ما يصل إلى 65% من المساعدات الإنسانية والغذائية الموجهة لليمنيين عبر ميناء الحديدة لصالح ما يسمى بـ"المجهود الحربي" ضاربة عرض الحائط بأرواح المدنيين وظروفهم الإنسانية الصعبة.
وأفادت هذه التقارير، بأنّ الحوثيين قاموا خلال أكثر من ثلاث سنوات ونصف بنهب واحتجاز 697 شاحنة إغاثية في الطرق الرابطة بين محافظات الحديدة وصنعاء وإب وتعز وحجة وذمار ومداخل المحافظات الخاضعة لسيطرتها إضافة إلى احتجاز 88 سفينة إغاثية وتجارية في مينائي الحديدة والصليف من بينهم 34 سفينة احتجزتها لأكثر من 6 أشهر حتى تلفت معظم حمولاتها.
في هذا الفترة بالذات، أصدر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي بياناً أدان فيه تلاعب مليشيا الحوثي في توزيع مساعدات الإغاثة الإنسانية في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقال المسؤول الدولي، في بيانه، إنَّ هذا السلوك يرقى إلى سرقة الطعام من أفواه الجياع في الوقت الذي يموت فيه الأطفال في اليمن لأنهم لا يملكون ما يكفي من الطعام.
وقبل نحو أسبوعين، أكَّدت الأمم المتحدة أنّ اليمن على بعد خطوة واحدة من المجاعة بسبب تلاعب الحوثيين بالمساعدات الإنسانية، وقالت إنَّ العديد من الأبرياء على شفا الموت من الجوع مع تلاعب الحوثيين بالمساعدات التي يفترض وصولها للمدنيين.