الفقر الذي يُعزّز جبهات الحوثي.. مُهمَّشون في قبضة المليشيات
الاثنين 29 إبريل 2019 15:40:33
يمثل الوقود البشري العنصر الأهم لاستمرار أي مليشيات في العالم ومواصلة الحروب العبثية التي تشعلها، وقد عَرِف ذلك الانقلابيون الحوثيون الذين زادوا عناصرهم بفئات كبيرة، بينهم المهمشمون.
وقع كثيرٌ من المهمشين ضحية لسطوة المليشيات الحوثية التي حوّلت المئات منهم إلى وقود إضافي لحربها وتعزيز سلطة انقلابها الدامي.
وبحسب مصادر في صنعاء، قامت المليشيات بتعيين مشرفين من أفرادها في كل تجمُّع سكاني عشوائي من الصفيح يسكنه المهمشون، فيما يقوم المشرف بتعيين نائب له من سكان هذا التجمع.
الشخص الذي تعينه المليشيات يقوم باستقطاب الشباب والرجال والأطفال إلى دورات يقولون عنها إنّها توعوية لكن أغلب من يذهبون لا يرجعون وفي حالة عادوا لا يستمر وجودهم سوى أسابيع ليختفوا مجدداً ملتحقين بالجبهات.
كل شخص من هؤلاء المهمشين يحصل على 500 ريال يمني طيلة فترة الدورة الطائفية التي تستمر ما بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، وتخدع المليشيات هؤلاء الأشخاص بأنّها تصرف لهم معونات غذائية لكن بعد ذلك تنكشف حقيقة الأمر.
ويعيش أغلب المهمشين في أعمال النظافة أو احتراف التسول أو ممارسة بعض المهن البسيطة، وهو ما أوجد فيهم بيئة مناسبة للمليشيات لاستغلالهم في أعمال التحشيد والزج بهم في الجبهات.
ولا تتجاوز أجور مَن يعمل منهم في النظافة ما يعادل دولارين في اليوم، ومن دون أي ضمانات أو حقوق في الضمان الاجتماعي أسوةً بغيرهم من موظفين ودون وجود ضمانات صحية وتأمينية تجاه الإصابات والأضرار فيما تتفشى الأمية وينعدم الوعي الحقوقي والصحي في أوساطهم.
وتقول تقارير، إنّ الجهل والفقر المدقع لهذه الفئة مكّن مليشيا الحوثي من التحكم بها واستغلالها لمصلحة أعمالها الطائفية.
وتنقل صحيفة "الشرق الأوسط"، عن أحد ضحايا الحوثي في هذا الصدد، ويُدعى سالم قوله: "نواجه الذل والحرمان، ونعاني الفقر وغياب الحقوق وتسلط الجماعة التي قطعت مرتباتنا وتسوّف في صرفها رغم أنها لا تكفي لشيء في ظل الغلاء وإجبارنا على الخروج في المظاهرات والذهاب إلى الجبهات".
ويضيف: "تسعى مليشيا الحوثي إلى حجز أجور العاملين بالنظافة من المهمشين وإبقائهم رهن العوز والفاقة كما أنها تكرس إطلاق لفظ (الأخدام) على ذوي البشرة السوداء ونحن منها، وأخيراً يُغْرون مَن يذهب إلى القتال بأنه من (أحفاد بلال) الصحابي الجليل".