الصرخة الكهنوتية الخمينية .. الطائفية الحوثية في أبشع صورها
الاثنين 29 إبريل 2019 16:46:32
تمارس مليشيا الحوثي الانقلابية، شتى صنوف التعذيب والتنكيل بطالبات المدارس الواقعة في نطاق سيطرتها، لتفرض سياساتها الطائفية المتطرفة.
واقعة جديدة شهدتها صنعاء، إذ اختطفت مليشيا الحوثي ثلاث طالبات من مدرسة أروى للبنات بمديرية السبعين، وذلك لرفضهن "ترديد الصرخة الكهنوتية الخمينية".
مثّل رفض الطالبات لترديد هذا الشعار الطائفي جريمة تستوجب العقاب من وجهة النظر الحوثية، فقد تمّ اختطاف الطالبات الثلاث وأصبح مصيرهن إلى الآن.
مصادر محلية، قالت إنّ ملاظف مبخوت ومشرف تربوي على المدرسة هو السبب في اختطافهن، حيث تمّ تعيينه من قِبل المليشيات لفرض رقابة خانقة على الطالبات.
لم تكن هذه الواقعة هي الأولى وحتماً لن تكون الأخيرة في ظل قبضة عنيفة تدير بها المليشيات المدارس الخاضعة في مناطق سيطرتها.
وتُشكّل جرائم اختفاء الطالبات وقوداً يُستخدمه الانقلابيون في تمويل حربها العبثية التي أشعلتها في صيف 2014، سواء من خلال الزج بهن في ساحات القتال، أو ابتزاز أسرهن من أجل الحصول على أموال كثيرة تساعد المليشيات كذلك في استمرار الحرب.
وكان حي الحصبة، قد شهد قبل أيام، واقعة اختطاف طفلة من قِبل مسلحين أثناء خروجها من المدرسة، حيث تبيّن أنّ خمسة مسلحين على متن سيارة اختطفوا طالبة بمرحلة الثانوية عند خروجها من مدرسة "اليمن السعيد" بحي الحصبة شمالي صنعاء، وغادروا بها إلى جهة مجهولة.
لا يتوقف هذا النوع من الانتهاكات الحوثية، الذي تعمد من ورائه المليشيات الانقلابية إلى إجبار أهالي المختطفين والمختطفات إلى الانضمام لصفوفها والزج بهم في المعارك، وإلا قتل أبنائهم، فيما يمثل اتجاراً بالبشر.
وفي مطلع مارس الماضي، اختفت طفلة تبلغ من العمر 12 عاماً في صنعاء، وبعد الإعلان عن ذلك، تم الكشف عن اختفاء ست فتيات أخريات في اليوم نفسه.
الشق الآخر من الحديث يتعلق بأسباب اعتقال طالبات مدرسة أروى يتمثل في الطائفية التي تعمل المليشيات الحوثية على نشرها منذ بدء الحرب، وهي طائفية قادمة من إيران التي تشكّل حاضنة سياسية وعسكرية تقوم من ورائها المليشيات.
الحوثيون فرضوا قَسَماً، يجبرون الطلاب على تلاوته في طوابير الصباح بالمدارس، ينص على: "اللهم إنا نتولاك ونتولى رسولك، ونتولى الإمام علي، ونتولى من أمرتنا بتوليه: سيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي، اللهم إنا نبرأ إليك من عدوك، وعدو رسولك، وعدو الإمام علي، وعدو من أمرتنا بتوليه: سيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي"، ما يكشف الوجه الطائفي للمليشيات الإيرانية.
ويعكف الحوثيون، منذ اجتياحهم صنعاء في سبتمبر 2014، على العمل بالتوازي مع عملياتهم العسكرية، على إعادة صياغة الذاكرة الوطنية اليمنية وغسل عقول الأطفال في أماكن سيطرتهم، ومن أجل تحقيق ذلك انكبُّوا على تغيير المناهج الدراسية، فبدأوا بتغيرات محدودة، من بينها استبدال آيات قرآنية أو أحاديث نبوية بأخرى، فضلاً عن حذف أسماء بعض الصحابة من المناهج.
كما أصبحت كتب التربية الإسلامية، تتناسب مع المذهب الشيعي، الذي يعتنقه الحوثيون، واستبدلت أسماء الصحابة بأسماء تتناسب مع الثقافة المستوردة من إيران، وأضاف الحوثيون إلى المناهج الدراسية مواداً تتعلق بسيرة مؤسس جماعتهم حسين بدر الدين الحوثي، مقابل حذف بعض النصوص المتعلقة بالخلفاء الراشدين أو العشرة المبشرين بالجنة أو تخفيفها.