تصريحات بومبيو ونسف اتفاق السويد.. المليشيات تحرق أخضر اليمن ويابسه

الخميس 2 مايو 2019 02:11:10
تصريحات بومبيو ونسف اتفاق السويد.. المليشيات تحرق أخضر اليمن ويابسه

يوماً بعد يوم، تتبخّر الآمال في أن يتم تنفيذ اتفاق السويد الذي علقت عليه الآمال بأن يكون خطوة أولى على طريق السلام، بعدما لوّثت الحرب الحوثية أخضر اليمن ويابسه.

وقد جاءت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لتثبت ضعف الأمل في نجاح الاتفاق، فكان قد اتهم إيران بتوجيه الحوثيين بعدم الانسحاب من الحديدة، والتخلي عن الالتزامات التي تعهدوا بها في استوكهولم ومواصلة القتال.

الوزير بومبيو نقلت عنه صحيفة الشرق الأوسط خلال لقاء حول السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية نظمته صحيفة "ذا هيل": "الحوثيون يواصلون رفض الامتثال للاتفاقيات التي وقعوا عليها في ستوكهولم، ويرفضون الانسحاب من مدينة وموانئ الحديدة (...) هذا لأن جمهورية إيران الإسلامية اختارت توجيههم للقيام بذلك".

حديث بومبيو أثبت أنّ مليشيا الحوثي عبارة عن قِطع دومينو تحرِّكها طهران من أجل العبث بأمن المنطقة وتحقيق مصالحها الضيقة بشكل مباشر.

إجمالاً، أصبح اتفاق السويد مجرد حبر على ورق بسبب خروقات مليشيا الحوثي التي لم تف بأي وعد قطعته منذ تدحرجها من صعدة لاجتياح اليمن وحتى اتفاق السويد في 13 ديسمبر الماضي.

وباتت المليشيات الحوثية المستفيد الأكبر من اتفاق السويد الذي وفر عليها كلفة المواجهة العسكرية ومكّنها من تثبيت وجودها الانقلابي في مدينة الحديدة وموانئها، كما منحها الوقت الكافي لترتيب صفوفها وتوسيع هجماتها في جبهات أخرى بعد أن توقفت معركة الحديدة في 18 ديسمبر الماضي بموجب الهدنة الأممية التي أعقبت الاتفاق.

ومع استمرار هذا الوضع المتأزم، على مدار الأشهر الأربعة الماضية، فإنّ الفترة الأخيرة شهدت تحركات دبلوماسية كبيرة لإنقاذ هذا الاتفاق وإعادته إلى الطريق الصحيح، وقد تجلّى ذلك في ضغط سياسي كبير على الانقلابيين من أجل إلزامهم بإتباع طريق السلام.

في العاصمة البريطانية لندن، أكّد وزراء اللجنة الرباعية (التي تضم الإمارات والسعودية وبريطانيا والولايات المتحدة) استمرار الدعم لجهود المبعوث الدولي مارتن جريفيث، لإنجاح اتفاق السويد بشأن الانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة.

كما عقدت أطراف حكومية اجتماعات مع سفراء دول خارجية بينها بريطانيا والولايات المتحدة في عدن، تضمَّنت التأكيد على أهمية هذا الاتفاق وضرورة إنجاحه بأي طريقة باعتباره سيكون خطوة يمكن البناء عليها في مراحلة تالية.

وفِي صنعاء، التقى رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بصنعاء فرانز راو خنشتاين، مع ممثلين للمليشيات؛ لمناقشة ملف الأسرى والمعتقلين، وهو أحد اتفاقات استوكهولم، وتعرقل تنفيذه بسبب مطالبات ممثلي المليشيات بتجزئة تنفيذه، ورفضها إطلاق سراح المعتقلين والأسرى لديها، مقابل إطلاق ما لدى الحكومة من مقالتين حوثيين جرى أسرهم في جبهات القتال.

كما التقت مديرة مكتب المبعوث الأممي بصنعاء، نيقولا ديفيز، مسؤولين في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها، وناقشت معهم خطوات تنفيذ اتفاق الحديدة في مرحلته الثانية، بعد موافقة الحكومة والانقلابين على تفاصيل المرحلة الأولى منه.

وتقول تقارير، إنّ اتفاق الحديدة يُشكِّل مدخلاً رئيسياً للسلام، ولمعالجة الوضع الإنساني المتدهور، بفعل الانقلاب ونتائجه، إذ من شأن نجاحه أن يعيد لموانئ الحديدة والصليف وراس عيسى، زخمها لاستقبال أكثر من نصف الواردات.