الأطفال بين الألم والأمل.. تجنيد حوثي وإعادة تأهيل سعودي
الخميس 2 مايو 2019 23:17:00
يدفع الأطفال الأكثر فداحةً من الحرب العبثية التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية، وقد مثّل تجنيدهم مأساة مروعة، ستُحمل اليمن عواقب وخيمة، حاضراً ومستقبلاً.
مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقدم جهوداً كبيرة من أجل انتشال آلاف الأطفال من تلك الحالة المزرية، وبين حينٍ يتم وآخر تُكلَّل هذه الجهود بنجاحات كبيرة.
المركز احتفى اليوم الخميس في مدينة مأرب بإعادة تأهيل 27 طفلا من الذين جندتهم مليشيا الحوثي واستخدمتهم كدروع بشرية.
على مدار 45 يوماً، خضع الأطفال لبرنامج نفسي اجتماعي بهدف إعادتهم إلى حياتهم الطبيعية، وتخليصهم من آثار تجنيدهم من قبل الحوثيين التي تستغل شريحة الأطفال وتستخدمهم دروعًا بشرية في الصراع المسلح.
هذه الدورة نُفِّذت ضمن المرحلة التاسعة والعاشرة من المشروع الذي يستهدف إعادة تأهيل 80 طفلاً مجنداً ومتأثراً من مختلف المحافظات، ضمن خطة مركز الملك سلمان التي تستهدف تأهيل 2000 طفل يمني.
وعبّر الأطفال المجندون والمتأثرون بالحرب الذين ينتمون إلى محافظات مختلفة، عن سعادتهم الكبيرة بالاحتفاء بهم، وبالتأهيل الذي أعادهم إلى طفولتهم ومدارسهم.
ويواصل الحوثيون سياسة تجنيد الأطفال، وقد كشفت وثيقة مسربة حديثاً عن استمرار المليشيات المدعومة من إيران في استقطاب طلاب المدارس والزج بهم في جبهات القتال، دون اكتراث بالنداءات المتكررة المطالبة بوقف تلك الممارسات.
وتضمّنت الوثيقة الموجهة من أحد القيادات الميدانية البارزة لمليشيا الحوثي صالح علي الشامي قائد ما يسمى باللواء 312 مدرع، إلى مدير إحدى المدارس يطالبه فيها بالتعاون مع بعض الطلاب الدارسين لديه ممن يرابطون في جبهات القتال.
ومنذ الحرب الحوثية في صيف 2014، قامت المليشيات بتجنيد ما يقارب 30 ألف طفل والزج بهم في المعارك المشتعلة، بحسب التقديرات الرسمية للمنظمات الدولية والمحلية العاملة في اليمن، وهذه الإحصائية المفزعة لم تكفِ على ما يبدو لدق ناقوس الخطر من قبل منظمة الأمم المتحدة تحديداً.
وعمليات التجنيد التي تقوم بها المليشيات لعشرات الآلاف من الأطفال وتعبئتهم بالأفكار المتطرفة ستكون عواقبها وخيمة ليس على اليمن فحسب، بل ستمتد آثارها الكارثية لتهدد الأمن والسلم في العالم أجمع.