عيد الصحافة في زمن الحوثي.. لا حرية لقلم ولا مجال لكلمة
"لكل زمان مضى آية، وآية هذا الزمان الصحف، لسان البلاد ونبض العباد، وكهف الحقوق وحرب الجنف".. فطنت مليشيا الحوثي الانقلابية لهذا القول الشهير لذاك الشاعر المصري البارز أحمد شوقي، فحشرت كثيرٌ من الصحفيين في خندق من الكبت والترهيب.
اعتادت مليشيا الحوثي منذ حربها العبثية التي أشعلتها في البلاد منذ صيف 2014، على استهداف الصحفيين، فباتوا في يومهم العالمي الذي يحل اليوم الجمعة (الثالث من مايو)، بين قتيل أو جريح أو نازح أو مختطف أو قابع في بيته، لا يختلف كثيراً عن أثاثه ومقتنياته.
تقارير رسمية كشفت أنّ الانتهاكات الحوثية ضد الحريات الإعلامية بلغت نحو 1100 واقعة، ما يعني أنّ مئات أو آلاف الصحفيين يعملون في بيئة تعج بكثيرٍ من المخاطر، إلا أنّ نقطة مضيئة تظل في هذا النفق الحوثي المظلم وهي إصرار أبناء هذه المهنة على استكمال أعمالهم إيماناً برسالتها السامية وقيمها البارزة.
استهداف الحوثيين للإعلام يمكن فهمه في سياق أنّ المليشيات تسعى بكل ما تملك للتغطية على جرائمها، وذلك بعد زجّت باليمن في أتون أزمة إنسانية لم يرَ العالم مثلها، وربما لن يرى في مستقبله القريب أو البعيد، وهي جرائم تتنوع بين قتل أو تعذيب أو اختطاف أو تهجير أو فرض لسياسات إرهابية وطائفية.
وبحسب تقارير حقوقية، فإنّ استهداف الحوثيين للإعلام جعل حريه التعبير في اليمن تمر بأسوأ مراحلها جرّاء تنامي حالة القمع التي يتعرض لها الوسط الصحفي في البلاد على مدار الأعوام الخمسة الماضية، حيث يعيش الصحفيون في المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي واقعا مرعباً، بسبب ملاحقة الانقلابيين لهم بشكل مفرط في القوة والقسوة والقمع الممنهج.
واعتقلت مليشيا الحوثي عشرات الصحفيين والناشطين ولفقت لهم تهما باطلة مثل التجسس أو الإرهاب، ومنذ صيف 2015 يقبع أكثر من عشرة صحفيين في سجون الأمن السياسي بصنعاء في ظروف شديدة الخطورة حيث تمارس عليهم ألوان من التنكيل والتعذيب الوحشي، ومؤخراً تمّت إحالة نحو 11 صحفياً للمحاكمة والتحقيق بصورة منافية للقانون في محاكم غير دستورية وتعرضوا لصنوف متعددة من التعذيب.