ألغام تنبت وسط الحقول.. الحوثيون يحرقون الفلفل الأحمر
السبت 4 مايو 2019 17:54:22
في الوقت الذي واصل فيه مزارعو سهول تهامة بمحافظة الحديدة زراعة الفل الأحمر الذي يعتبر أحد أكثر المحاصيل انتشاراً، إلا أنّ الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي الانقلابية حول هذه الحقول، تهدِّد مستقبل هذه الزراعة.
الفلفل الأحمر أو "البسباس الزعيتري" يُزرع في مشاتل خاصة ذات تربة ناعمة، حيث يتم وضع البذور وتغطيتها بطبقة خفيفة من التراب وغمرها بالماء بعد 24 ساعة على وضع البذور وبعد مرور 40 يوماً على نمو الشتلات يتم نقلها إلى الحقول المعدة لها ومن هنا تبدأ المهمة الأصعب على المزارعين في رعاية شتلات الفلفل بريها على فترات متلاحقة وتزويدها بالأسمدة والمبيدات الحشرية حتى يكتمل نموها وتنضج ثمارها والتي تكون على شكل حبات الفراولة بلونها الأحمر الفاقع، ويحتاج المزارعون إلى تجفيف الثمار في الشمس لمدة عشرة إلى 15 يوماً لحمايتها من تأثير الرطوبة.
مزارعو الساحل الغربي قدّموا شكاوى أوردتها صحيفة "البيان" بشأن حرمانهم من مساحات واسعة من أراضيهم الزراعية بسبب الألغام التي خلفتها مليشيا الحوثي إذ حولت معظم حقولهم المنتجة إلى أراضٍ متصحرة.
لا يقتصر الأمر على "الفلفل الأحمر" بل تضرَّر القطاع الزراعي بشكل كامل من العبث الناجم عن الحرب الحوثية التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014.
فقبل أيام، هاجمت أسرابٌ كبيرة من الجراد الصحراوي أراضي وحقولاً زراعية واسعة بمحافظتي صنعاء وعمران، ما تسبب في حدوث حالة من الهلع الشديد لدى المزارعين، نتيجة إتلاف الكثير من المحاصيل الزراعية.
ويعتبر الجراد الصحراوي من أكثر أنواع الحشرات تدميراً للحياة النباتية وأشدها فتكاً بالمحاصيل الزراعية.
وتشير التقارير الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى أن أسراب الجراد تبتلع يومياً ما يعادل كمية الغذاء التي يستهلكها 35 ألف شخص، وهو ما يجعل الجراد في صدارة العوامل المدمرة للحياة النباتية على سطح الأرض، متفوقة على المبيدات الزراعية بجميع أنواعها، وكذا الحرائق الكبيرة.
مصادر مطلعة كشفت أنّ أسراباً هائلة من الجراد الصحراوي انتشرت بصورة كبيرة مؤخراً في عدد من الوديان والحقول الزراعية ومزارع الفاكهة بمديريات محافظتي صنعاء وعمران، محدثة أضراراً بالغة فيها.
جاء ذلك في ظل عجز كبير لدى المسؤولين الزراعيين المختصين عن القيام بعمليات المكافحة، بعدما قامت مليشيا الحوثي بتعطيل مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي ونهبت محتوياته، بالإضافة لمصادرة موازنته التشغيلية المخصصة لمواجهة مثل هذه الكوارث.
واكتفت وزارة الزراعة والري في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، بالإعلان عن وصول أسراب الجراد عبر وسائلها الرسمية، محاولة استغلال هذه الكارثة في الحصول على مساعدات ودعم مالي من المنظمات الدولية تحت مبرر مواجهة انتشار الجراد والحد من مخاطره المتوقعة على الأمن الغذائي.
وأثار غزو الجراد موجة شديدة من القلق لدى الفلاحين في عموم المحافظات من إمكانية انتقالها نحو باقي المدن، الأمر الذي قد يؤدي لحدوث كارثة زراعية وخسائر اقتصادية كبيرة.