غريفيث إلى صنعاء.. إنقاذ المنصب يسبق إنعاش اتفاق السويد

الأحد 5 مايو 2019 21:14:56
غريفيث إلى صنعاء.. إنقاذ المنصب يسبق إنعاش اتفاق السويد

وصل مارتن غريفيث المبعوث الأممي إلى اليمن لصنعاء، اليوم الأحد، في زيارة كان مقررا أن تكون غير معلنة، بما يشي أنه كان سيترتب عليها الوصول إلى توافقات في الخفاء بينه وبين العناصر الانقلابية أملا في إنقاذ منصبه المهدد بفقدانه، بالتزامن مع انعقاد جلسة الأمن منتصف الشهر الجاري، وقبل عشرة أيام من انتهاء المهلة التي حددتها اللجنة الرباعية الدولية في اجتماعها الأخير لمليشيا الحوثي لتنفيذ اتفاق الحديدة.

ويرى مراقبون أن بلوغ منتصف الشهر الجاري من دون حدوث أي تطور ميداني على أرض الواقع في الحديدة يعني انقضاء جميع الفرص التي حصل عليها غريفيث لإحداث السلام الذي جاء من أجله إلى الأراضي اليمنية، ما يعني فشله في المهمة الموكلة إليه، في وقت يسعى فيه دائما بتأكيده على أنه يبذل كل ما في وسعه لحلحلة اتفاق السويد الذي وقعته الحكومة مع مليشيا الحوثي الانقلابية قبل خمسة أشهر.

وقالت مصدر محلية، إن غريفيث وصل إلى صنعاء في زيارة مفاجئة قادما من العاصمة الأردنية عمان، ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الأممي بزعيم مليشيا الحوثي لبحث تنفيذ المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار بالحديدة.

وهبط غريفيثس في صنعاء برفقة وفد رسمي، ولكنه لم يدلِ بأي معلومات للصحافيين حول تفاصيل زيارته ومدتها.

وأمهلت اللجنة الرباعية الدولية في اجتماعها الأخير، مليشيا الحوثي بتنفيذ اتفاق الحديدة قبل 15 مايو الجاري.

خرج اجتماع اللجنة الرباعية الدولية بشأن اليمن باتفاق يقضي بضرورة تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن مدينة الحديدة خلال 18 يوما.

ودعا الاجتماع، الذي عقد في لندن وضم وزراء خارجية بريطانيا والسعودية والإمارات وممثلا عن الخارجية الأمريكية، إلى ضرورة انسحاب مليشيا الحوثي من موانئ الحديدة قبيل انعقاد الجلسة المقبلة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن في 15 مايو الجاري.

وترافق وصول المبعوث الأممي إلى صنعاء، مع تأكيد مصادر محلية بأن دفعة أولى من فريق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، وصلت إلى مطاحن البحر الأحمر بمدينة الحديدة غرب اليمن، بعد أشهر من منع ميليشيات الحوثي دخولهم إليها.

وأفاد مصدر ميداني أن فريقا تقنيا من الأمم المتحدة و23 عاملا وصلو إلى مطاحن البحر الأحمر والتي تحوي مخازنها 51 ألف طن متري من القمح، تكفي لإطعام 3.7 مليون يمني لمدة شهر واحد، وذلك بهدف إعادة تشغيلها، ومحاولة إنقاذ الحبوب المخزنة فيها من التلف.

وحذر مصدر بالشرعية، ميليشيات الحوثي من أي استهداف للمطاحن، محملاً إياها مسؤولية تداعيات أي محاولة من هذا النوع.

ومنعت ميليشيات الحوثي الفريق الأممي أكثر من مرة منذ سبتمبر الماضي من الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر، الواقعة في مناطق سيطرة قوات الشرعية اليمنية، واستهدفتهم بإطلاق النار.

ووجه الدبلوماسي السابق السفير عبدالوهاب طواف، انتقادًا لاذعًا للمبعوث الأممي لدى اليمن مارتن غريفيث، متسائلا: "هل هناك جدوى من هذه الزيارات المتكررة؟!.. للأسف الحوثيون يتلاعبون بمارتن، وينكلون باليمنيين".

ويشير مراقبون إلى أن مليشيا الحوثي الانقلابية قد تجاوزت اتفاق السويد بكل ما جاء فيه من اتفاقيات بعد أن رفضت جميع الخطط المقدمة من الأمم المتحدة لتطبيق المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار بالحديدة، وكذلك عدم التزامها بأي بنود في اتفاق ستوكهولم، ونهاية بالتصعيد المستمر في الحديدة منذ أن وقعت الاتفاق في منتصف شهر ديسمبر من العام المنقضي.