الأعمال الإنسانية تكمل ثلاثية اهتمامات المجلس الانتقالي في محافظات الجنوب

يشكل توجه المجلس الانتقالي الجنوبي نحو الاهتمام بالأعمال الإنسانية أحد أهم عوامل التنمية لمحافظات الجنوب، إذ أنه يأتي في سياق التكامل الذي تبحث عنه قيادة المجلس، عبر ثلاث جبهات رئيسية، وهي الدعم العسكري والنجاح السياسي الداخلي والخارجي والاهتمام بعملية التنمية والتي يعد العمل الإغاثي والإنساني جزءا منها.
وشهدت العاصمة عدن، اليوم الأحد فاعلية إشهار لجنة المجلس الانتقالي للإغاثة والأعمال الإنسانية، بحضور مساعد أمين عام هيئة رئاسة المجلس، عضو هيئة الرئاسة، فضل محمد الجعدي، وعدد من أعضاء هيئة الرئاسة، وممثلي منظمات المجتمع المدني والمنظمات العاملة في النشاط الإغاثي والإنساني.
ويعد تدشين لجنة الإغاثة بالمجلس الانتقالي خطوة مهمة للتعامل مع معدلات الفقر التي تتفاقم في محافظات يمنية عدة بفعل الحرب التي تستمر للعام الخامس على التوالي، كما أنها تعد أحد أهم عوامل الثقة ما بين قيادة المجلس والمواطنين العاديين، تحديدا وأن التدشين يأتي بالتزامن مع احتفال محافظات الجنوب بالذكرى الثانية لتأسيس المجلس الانتقالي.
وقال المهندس عدنان محمد الكاف، رئيس لجنة الإغاثة بالمجلس الانتقالي، إن اللجنة ستسهم بالشراكة مع كل الخيرين في تنمية المجتمع الجنوبي وخدمته عبر مشاريع إنسانية، تستهدف مختلف المجالات وفق ما تمليه الحاجة وبحسب المقدرات والموارد المتاحة.
وأشار فضل محمد الجعدي، مساعد أمين عام هيئة رئاسة المجلس، إلى أن إشهار هذه اللجنة، يأتي في ظل نجاحات متتالية للمجلس الانتقالي، وأهمها إنه يأتي بعد يوم واحد فقط، من إطلاق المرحلة الثانية من الحوار الجنوبي-الجنوبي، الذي يهدف إلى تعزيز وحدة الصف الجنوبي، وتقوية لحمته الوطنية.
وأكد الجعدي على أن المجلس سيعمل من خلال هذه اللجنة على الارتقاء بمهام وأهداف العمل الإنساني والإغاثي ليصل إلى مستحقيه، ويحقق أهداف التنمية المنشودة.
وكان الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قد أصدر قراراً بإنشاء لجنة المجلس الانتقالي للإغاثة والأعمال الإنسانية، وتسمية أعضاءها، برئاسة المهندس عدنان محمد الكاف.
وخلال اليومين الماضيين حقق المجلس الانتقالي نجاحات مهمة على الصعيد الدبلوماسي بعد أن حصل على العضوية الكاملة في المنظمة الدولية Unrepresented Nations and Peoples وهي منظمة أممية تعتني بالدفاع عن قضايا الشعوب التي تنشد الاستقلال ، حيث أن مهمتها مساعدة الدول والأقاليم المطالبة بالاستقلال من الوصول بسهولة الى مجلس الامن الدولي وغيرها من المؤسسات الدولية حتى تسمع صوتك وتعرفهم بقضيتك ودولتك.
ومنظمة UNPO هي احد المنظمات الدولية المستقلة والفاعلة في العالم حيث تأسست في 11 فبراير 1991 ومقرها الرسمي العاصمة البلجيكية بروكسل ويرأسها حالياً السيد ناصر بولادي.

ويرى مراقبون أن النجاحات العسكرية والسياسية والتنموية التي تأتي بالتزامن مع الذكرى الثانية لتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي تعد خلاصة تراكمات نضال شعب الجنوب وقيادته السياسية بالمجلس الانتقالي الجنوبي.
وذهب البعض للتأكيد على أن المجلس الانتقالي حقق إنجازات بعد تشكيل جميع هيئاته بالداخل والخارج والبسط على الأرض بالانتقال بالقضية الجنوبية من الساحات والميادين إلى الفعل السياسي وبروزها إلى السطح للمجتمعين الإقليمي والدولي بفضل فتح جميع الأبواب المغلقة والعمل بالتوازي في مجالات مختلفة ظهرت نتائجها سريعا على أرض الواقع.
وفي ذات السياق، استعرضت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، برامج عمل جلسات المرحلة الثانية من الحوار الجنوبي-الجنوبي، التي دشنت أمس السبت في العاصمة عدن، بحضور السيد مروان علي مدير مكتب المبعوث الأممي، وممثلين عن المنظمات الدولية، وجمع كبير من ممثلي الأحزاب والمكونات السياسية والناشطين السياسيين وممثلي منظمات المجتمع المدني.
وأكد الاجتماع على الدعوة التي أطلقها الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس، بأن المجلس الانتقالي الجنوبي، منفتح على الجميع، ويمد يديه للجميع، ولن يضيق بأي طرح وسيرحب بأي رأي، طالما كان في مضمونه وغايته ما يخدم تطلعات شعبنا ويحقق أهدافه في الحرية والاستقلال والعيش بسلام وأمان.
ووقف الاجتماع أمام مستجدات العمليات العسكرية في الجبهات الحدودية، وحيّا الجنود الأبطال في تلك الجبهات على ما اجترحوه من مآثر بطولية، وتحقيقهم الانتصار تلو الآخر في سبيل الحفاظ على الإنجازات التي حققتها المقاومة الجنوبية من تحرير للأرض الجنوبية، وصد محاولات العدو الحوثي للعودة إلى أرض الجنوب التي ارتوت بدماء الشهداء الأبرار.
وجرى خلال الاجتماع، مناقشة آلية عمل المجلس وهيئاته خلال شهر رمضان المبارك، والبرامج المزمع تنفيذها خلال الشهر الفضيل وفقاً لخطط الأنشطة التي جرى إعدادها من قبل كل هيئة.
وعرّج الاجتماع باقتضاب على البرامج المُعَدة من قبل لجنة المجلس للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي أشهرت اليوم، مشددا بهذا الخصوص على أهمية أن تشمل تلك البرامج شرائح المجتمع الجنوبي كافة، بما يضمن وصول المواد الإغاثية والإنسانية إلى مستحقيها.