رمضان صنعاء.. المواشي لم تسلم من انتهاكات المليشيات
تصر مليشيا الحوثي الانقلابية على إجهاض أي أجواء رمضانية، ضمن حربها العبثية التي أشعلتها منذ صيف 2014.
أحدث التحرُّكات في هذا الصدد تمثّلت في دفع بائعي اللحوم إلى الإضراب وإغلاق محالهم احتجاجاً على تعسف المليشيات وفرضها مبالغ مالية تعسفية عليهم مقابل السماح لهم بذبح المواشي والأبقار.
سكان صنعاء فوجئوا بإغلاق كامل لجميع محال بيع لحوم المواشي من قبل مالكيها، في حين أصدرت نقابة بائعي اللحوم بياناً قالت فيه إنهم قاموا بالإضراب الشامل والمفتوح؛ وذلك لما حصل من تعسف وابتزاز وفرض مبالغ باهظة على سيارات تجار المواشي وبائعي اللحوم من قبل إدارة المسالخ التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي في أمانة صنعاء.
وأكد أحد بائعي اللحوم، الذي يمتلك خمسة محال لبيع لحوم المواشي بصنعاء، استجابته لدعوات النقابة واستمراره بإغلاق محاله حتى رفع الظلم الجائر عليهم من قبل النقاط التي استحدثتها جماعة الحوثي على مداخل أمانة صنعاء، ودعا جميع المواطنين (الزبائن) إلى التضامن معهم والوقوف إلى جانبهم في وجه الحوثيين وأدواتهم وأساليبهم التي تعودت من خلالها على نهب وسلب كل الفئات اليمنية تحت مسميات غير قانونية ولا تمت للقانون بأي صلة.
منذ اليوم الأول للانقلاب الحوثي الدموي، عملت المليشيات على تكبيد المواطنين أعباءً إنسانية، وتتعمّد مضاعفة هذه الحالة بشكل خاص مع حلول شهر رمضان الكريم.
ومؤخراً، كشف برنامج الغذاء العالمي، عن احتجاز مليشيا الحوثي نحو 200 شاحنة تقل مساعدات أممية منذ نحو شهر لتحصيل إتاوات مالية في حاجز استحدثته المليشيات في محافظة إب، موضحاً أنّ هذه الشحنات هي عبارة عن مساعدات غذائية مقدمة من منظمات إنسانية دولية أخرى، تشمل أطناناً من مادة القمح والدقيق ومساعدات إغاثية أخرى.
مليشيا الحوثي ضاعفت الأزمة الإنسانية مؤخراً من خلال عرقلة إمدادات الغذاء إلى صنعاء والمحافظات المجاورة، فيما قالت صحيفة "البيان" إنّه مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، صعد الحوثيون من هجماتهم باتجاه خطوط إمداد تلك المحافظات بالسلع الأساسية، في مسعى لتعطيل وصول الغذاء ومفاقمة المأساة الإنسانية، تزامناً مع افتعال أزمات حادة في المشتقات النفطية بصنعاء والمدن الأخرى التي لا تزال خاضعة لسيطرة المليشيات المدعومة من إيران.
خبراء اقتصاديون وناشطون في مجال الإغاثة الإنسانية ربطوا بين تصعيد مليشيا الحوثي في محافظة الضالع، ورغبة الانقلابيين في مفاقمة الوضع الإنساني وزيادة معاناة المواطنين لأغراض سياسية، من خلال تعطيل حركة مرور شاحنات نقل الغذاء والوقود القادمة من الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة.
في هذا السياق، كشف تقريرٌ أصدرته اللجنة العليا للإغاثة أنّ المليشيات الانقلابية عمدت إلى منع وصول الشاحنات الإغاثية إلى نهم ومريس، وفرضت حصاراً شديداً على أبناء هذه المديريات، خصوصاً بعد تزايد أعداد النازحين والمتضررين من المعارك التي شنتها المليشيات على أبناء هذه المديريات.
كما عمل الحوثيون على تفخيخ بعض الطرق الفرعية بالألغام وزرعها بالعبوات الناسفة وتفجير جسور حيوية ومضاعفة نقاط التفتيش، ما أدّى إلى مفاقمة معاناة الناس وصعوبة تنقلهم، وإصابة حركة سير شاحنات نقل الغذاء والسلع الأساسية بالشلل.