لوليسجارد وقطعة الدومينو.. جريفيث يستغيث والحوثي يرفض
الأربعاء 8 مايو 2019 23:00:44
سجّل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث سطراً جديداً في فشل مهامه، لتضيف بعداً جديداً من الأزمة القائمة منذ صيف 2014، عندما انقلبت المليشيات الحوثية على السلطة وأشعلت حربها العبثية.
مصادر مطلعة قالت إنّ جريفيث أخفق في إقناع المليشيات الحوثية في صنعاء بالسماح لرئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار وكبير المراقبين الدوليين مايكل لوليسجارد، بالوصول إلى مناطق سيطرة القوات الحكومية في الحديدة للقاء الفريق الحكومي المشارك في اللجنة.
جاء ذلك في وقت يواصل فيه فريق برنامج الأغذية العالمي مهمته في مطاحن البحر الأحمر بعد أن يسّر له التحالف العربي كل سبل العودة لإنقاذ مخزون القمح المتبقي لتنقيته وطحنه وتوزيعه عبر الأمم المتحدة.
في سياق متصل، صرح المتحدث باسم عمليات تحرير الساحل الغربي العقيد وضاح الدبيس للشرق الأوسط، بأنَّ جريفيث أخفق في إقناع الحوثيين بالانسحاب من الحديدة وموانئها، كما أخفق في دفع المليشيات لرفع القيود عن حركة كبير المراقبين الدوليين مايكل لوليسجارد.
وأكَّد الدبيس أنَّه تعذَّر لقاء الفريق الحكومي برئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار لوليسجارد، بسبب عدم السماح له من قبل المليشيات الحوثية بالعبور من المناطق التي تسيطر عليها في مدينة الحديدة باتجاه المواقع المحررة جنوب المدينة.
وأضاف أنَّ التعنُّت الحوثي دفع بالجنرال لوليسجارد إلى إرسال خطاب إلى رئيس الفريق الحكومي اللواء ركن صغير بن عزيز، يطلب فيه اختيار مكان آخر للقائه سواء أكان في عدن أو في الرياض يومي الأحد أو الاثنين، وذلك لرفض الحوثيين مرور الجنرال الأممي باتجاه المواقع الحكومية الواقعة جنوب الحديدة.
ورجَّح الدبيس أن رفض المليشيات الحوثية السماح لـ"لوليسجارد" بالعبور إلى المناطق المحررة سببه أنها لا تريد أن تنزع الألغام والعبوات الناسفة من الطرق والممرات التي كان سيسلكها موكب الجنرال الأممي من شارع الخمسين باتجاه المواقع الحكومية جنوباً.
وتابع: "يبدو أنَّ عملية تفكيك الألغام الحوثية والعبوات الناسفة من طرق الجنرال الأممي تأخذ وقتاً طويلاً وجهداً من الميليشيات، لذلك رفضت نزعها، خصوصاً أنها ستقوم مجدداً بإعادة زرعها بمجرد عبور موكب لوليسجارد".
ومن المرتقب أن يقدم جريفيث إحاطة إلى مجلس الأمن منتصف شهر مايو الحالي حول تطورات الأوضاع في الحديدة وعملية التقدم في تنفيذ اتفاق السويد، وهو الموعد الذي كانت اللجنة الرباعية بشأن اليمن شددت على الالتزام به لتنفيذ عملية إعادة الانتشار في الحديدة.
ووصل جريفيث إلى صنعاء الأحد الماضي ضمن مساعيه للضغط على الحوثيين للإسراع في تنفيذ اتفاق الحديدة، غير أنه اصطدم بشروط حوثية جديدة؛ منها فتح مطار صنعاء، والسماح بتصدير النفط المخزن في ميناء رأس عيسى لمصلحة الجماعة، ووقف الإجراءات الاقتصادية الحكومية، وإعادة جثمان وزير داخلية الجماعة السابق من بيروت.
وكانت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي قد نجحا في الضغط لإبرام اتفاق بين الحوثيين والحكومة بالسويد في 13 ديسمبر الماضي وتوقفت بموجبه عملية الحكومة لتحرير الحديدة وموانئها مع سريان الهدنة في 18 من الشهر نفسه، غير أنَّ المليشيات الحوثية عطلت تنفيذ الاتفاق الذي كان من المفترض تنفيذه خلال 21 يوماً فقط.