إرث الحرب الثقيل.. سرطان الحوثي ينهش في عظام التعليم

الأربعاء 8 مايو 2019 23:29:00
إرث الحرب الثقيل.. سرطان الحوثي ينهش في عظام التعليم

دفعت المدارس في اليمن، إرثاً كبيراً جرّاء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية، مخلفةً وضعاً شديد المأساوية ينذر بواقع ومستقبل حالك.

يعاني آلاف المعلمين ممن يعملون في مناطق سيطرة الحوثيين من واقع شديد الصعوبة، حيث لا يستلمون رواتبهم الشهرية، بالإضافة إلى نزوح غالبيتهم من مناطقهم الرئيسية ومدنهم إلى القرى النائية، فراراً من بطش الانقلابيين.

وتقول تقارير إنّ المعلم اليمني يفتقر لأبسط المقومات التي تدفعه نحو تأدية دوره التنويري والتعليمي، بل إنّ وضعه الحالي لا يُشجِّع على قيام عملية تعليمية متوازنة أصلاً، مع حرمان عشرات الآلاف منهم من المرتبات في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية.

وتقول إحصائيات إنَّ ما يقارب 90 ألف معلم ومعلمة، يُشكِّلون 64% من الكادر التعليمي في اليمن، تضرروا من الحرب بشكل مباشر أو غير مباشر، كما حُرم 195 ألف معلم ومعلمة من مرتباتهم، ما يعني تضرر مستقبل أربعة ملايين ونصف طالب وطالبة، بنسبة 76%، منهم نحو مليوني طالب وطالبة أصبحوا خارج المدارس تماماً.

كما أكّدت منظمة اليونيسف الأممية أنّ 4.5 مليون طالب وطالبة في اليمن حُرموا من مواصلة التعليم منذ عام 2017، نتيجة إضراب المعلمين المطالبين بمرتباتهم التي لم تدفع منذ أعوام.

وكشف تقرير حقوقي صدر مؤخراً، أنّ 1477 مرفقاً تعليمياً تضرَّرت جراء الحرب الدائرة في اليمن خلال أكثر من عام حيث تمّ تدمير 748 مرفقاً تعليمياً، منها 161 مرفقاً دمرت بشكل كلي، فضلاً عن نهب أثاث وتجهيزات 101 مرفق تعليمي في 17 محافظة، مع مداهمة واحتلال مسلحي المليشيات الحوثية 352 مدرسة وجامعة وكلية ومعهداً (حكومياً وخاصاً) منذ بداية الحرب وتحويلها إلى ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة، كما رصد تحويل قرابة 276 مدرسة إلى مخيمات لإيواء النازحين.

كما أجرت مليشيا الحوثي، تغييراً على المناهج الدراسية لطلاب المدارس والجامعات بقصد تغيير الهوية اليمنية بأفكار طائفية، وتفخيخ عقول الأطفال والشباب بأفكارهم المستوردة من إيران.

وخلال العامين الماضيين، أجرت المليشيات، المدعومة من إيران، تعديلات كبيرة على المناهج التعليمية في عدد من المواد الدراسية، منها مادة الثقافة الإسلامية لطلاب الجامعات اليمنية، وأدخل الحوثيون على المناهج التعليمية الكثير من الدروس ذات الصبغة الطائفية المستنسخة من التجربة الإيرانية، في خطوة وصفت بأنها تهدف تدمير للهوية والنسيج والسلم الاجتماعي في اليمن.