حاملة أبراهام والاستراتيجية الأمريكية.. واقعٌ قد يغيّر مسار الحرب على الحوثي
"يو إس إس أبراهام لنكولن".. عنوان أحد الأحداث البارزة على الساحة الإقليمية منذ أن أعلنت الولايات المتحدة تحريك حاملة طائرات إلى الشرق الأوسط إثر مخاوف على علاقة بمليشيا الحوثي الانقلابية.
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أنَّ واشنطن قررت تعزيز قواتها في الخليج في ضوء معلومات استخبارية تفيد بأنَّ إيران تخطّط لاستهداف مصالح أمريكية في دول عدة في المنطقة، عبر هجمات متنوعة تشمل غارات بطائرات مسيرة وتفجيرات واغتيالات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أنّ المعلومات التي جمعتها الاستخبارات الأمريكية، تفيد بأنَّ الخطط الإيرانية تشمل شن هجمات منسقة في مضيق باب المندب جنوب غرب اليمن، عبر جماعات مسلحة موالية لها، في إشارة على الأرجح إلى الحوثيين.
ووفق مصادر الصحيفة، فإنَّ الإيرانيين خططوا لاستهداف القوات المنتشرة في الخليج والعراق وسوريا بواسطة طائرات مسيرة تملكها القوات الإيرانية.
وفي مقال منفصل لهيئة تحريرها، قالت "وول ستريت جورنال" إنّ المليشيات المدعومة من إيران قد تستهدف القوات الأمريكية في العراق، كما توقع مقال آخر في الصحيفة أن يشن الحرس الثوري الإيراني غارات مباشرة على السفن أو الدبلوماسيين الأمريكيين، ولا يستبعد أن تلجأ إيران إلى محاولات اغتيال وعمليات تفجير في الغرب.
واعتبر وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان أنّ نشر حاملة طائرات أمريكية في منطقة الشرق الأوسط هو رد على مؤشرات حول وجود تهديد جدي من قبل قوات النظام الإيراني.
وغرّد على "تويتر" قائلاً: "ندعو النظام الإيراني إلى وقف أي استفزاز، ونحمّله مسؤولية أي هجوم على القوات الأميركية أو على مصالحنا"، موضحًا أنّه سمح أمس الأول الأحد بتوجه حاملة الطائرات "يو أس أس ابراهام لنكولن" إلى الشرق الأوسط مع مجموعة من المقاتلات.
أثارت هذه الخطوة الكثير من ردود الأفعال، والتي كشفت تذمراً أمريكياً من إيران وأذرعها الإرهابية لتضاف إلى خطوات أخرى سابقة، سعت من خلالها واشنطن إلى أقلمة أظافر طهران على النحو الذي يردع العبث الحوثي الذي عاث في أرض اليمن قتلاً وفساداً.
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد فشل الخميس الماضي، في إبطال حق النقض (الفيتو) الذي استخدمه الرئيس دونالد ترامب ضد قرار ينهي الدعم العسكري الأمريكي للتحالف العربي في اليمن.
في سياق متصل، شـددت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" عـلى أن أي محاولة لتغيير واقع الاستراتيجية الأمريكية في اليمن بعيداً عن محاربة مليشيا الحوثي تبدو من دون جدوى، مؤكدة مواصلة دعم قوات التحالف في ظل أدائها العالي.
وقالت الناطقة باسم البنتاجون لشؤون مجلس التعاون الخليجي ومنطقة مياه الخليج العربي كوماندر ريبيكا ريبياريتش: "كما أوصى الرئيس دونالد ترامب، فإنّ أي محاولة لتغيير واقع الاستراتيجية الأمريكية في اليمن بعيداً عن محاربة المجموعات الإرهابية وفي مقدمتها مليشيا الحوثي تبدو من دون جدوى وغير مفيدة".
وأضافت: "القوات المسلحة الأمريكية ستواصل توفير الدعم اللوجستيّ- غير القتالي للتحالف بقيادة السعودية بهدف تحسين إجراءاته وتكتيكاته، وخصوصاً فيما يتعلّق بضمان تطبيق ما نصّت عليه معاهدات خوض النزاعات المسلحة والحرص على تفادي سقوط ضحايا مدنيين أبرياء".
وكشفت ريباريتش، أنه خلال الأشهر الثمانية الماضية، «رصد البنتاجون أداءً عالياً ومهنياً في عمليات التحالف، لا سيما في أوقات حرجة يكون فيها التهديد الأمني مداهماً وعالياً، مؤكدة أن القادة العسكريين الأمريكيين سيواصلون التنسيق مع شركائهم الخليجيين لمعالجة الأزمة الإنسانية في اليمن والدفع في اتجاه إيجاد تسوية سياسية محلية لها.