مزيدٌ من القتل وكثيرٌ من الصمت.. هل عدنا إلى زمن بان كي مون؟

الخميس 9 مايو 2019 22:00:15
مزيدٌ من القتل وكثيرٌ من الصمت.. هل عدنا إلى زمن بان كي مون؟

رأي المشهد العربي

تقترب الأزمة في اليمن من إكمال عامها الخامس، دون أن تُسجّل شيئاً إلا مزيدٍ من القتل والترويع للمدنيين، دون أن يلوح في الأفق أي حل سياسي يردع مليشيا الحوثي الانقلابية التي ملّ اليمنيون من إحصاء ضحاياها.

عادت الأمم المتحدة إلى مهمتها المعتادة، فبعدما تخلّص العالم من إعراب أمينها العام السابق بان كي مون عن قلقه إزاء أي حادثة شرق الدنيا أو غربها، شمالها أو جنوبها، بات دورها على ما يبدو يتخلّص في إصدار إحصاءات عن ضحايا الحرب في اليمن، دون أن تتحرّك جدياً بالنحو الذي يأمله اليمنيون الذين تكبَّدوا أعباءً فادحة جرّاء الحرب الحوثية.

مكتب منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أكّد أنّ اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وأنّ ما يقرب من 80% من إجمالي السكان -أي 24.1 مليون إنسان- بحاجة إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية والحماية.

وأضافت الأمم المتحدة أنّ 230 مديرية من مديريات اليمن البالغ عددها 333، تواجه خطر المجاعة، وأوضحت أنّ خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام الجاري تتطلب تمويلا بمقدار 4.2 مليارات دولار، بينما تم تمويل العملية بنسبة 14% فقط.

المنسقة الأممية ليز جراندي صرّحت بأنَّ المنظمة تسابق الزمن لإنقاذ مخزون المواد الغذائية في مدينة الحديدة، الذي يمكن به إطعام ثلاثة ملايين و700 ألف شخص لمدة شهر واحد.

وأفاد مدير برنامج الأغذية العالمي في اليمن ستيفن أندرسون، بأنّ مساعدة البرنامج ضرورية لتفادي وقوع مجاعة، مؤكداً أنّ مستوى الاحتياجات لا يزال ضخماً.

هذه التصريحات وإن حملت أرقاماً حديثة إلا أنّ مضمونها لا يمكن اعتباره جديداً، فكثيراً ما تحدّثت تقارير أممية عن حالة إنسانية فادحة يحياها اليمنيون على مدار السنوات الماضية.

وبينما تدرك الأمم المتحدة حقيقة الجرائم الحوثية وحجم تورّطها اللا محدود في تكبيد المدنيين أعباءً فادحة، إلا أنّها في الوقت نفسه يبدو أنّها ترفض تسمية هذا الطرف الدموي والمعرقل لاتفاق السويد، ويبدو أنّ الغرض من ذلك هو سعي الأمم المتحدة لإحداث حالة سلام، حتى وإن كانت هذه الحالة غير جادة وبلا أي محتوى.

يُفهم من كل ذلك أنّ تغييراً جوهرياً بات مطلوباً من التحالف العربي أكثر من أي وقت مضى، يقوم هذا التغيير على حسم المواجهات مع الحوثيين عسكرياً، لكن هذا الهدف يستلزم أيضاً تنقية معسكر الشرعية من عناصره الخائنة المتمثلة في حزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية) الذي سلَّم كثيراً من المناطق الاستراتيجية لسيطرة الحوثيين.