الحرب الحوثية في عامها الخامس.. صراعٌ بين الخير والشر
بين آلاف الخروقات الحوثية ومساعدات التحالف الإنسانية، يدخل اليمنيون مرحلةً جديدةً من الأزمة القائمة منذ صيف 2014، ما ينذر بمزيدٍ من المآسي وكثيرٍ المعاناة في المرحلة المقبلة.
المليشيات الحوثية واصلت من جانبها، خرق اتفاق السويد الموقع في ديسمبر الماضي، من خلال فرض معارك ميدانية واحدة تلو أخرى، بغية إطالة أمد الأزمة، والعمل على حشد مزيدٍ من المقاتلين.
في الوقت نفسه، لم تتوقف المساعدات الإنسانية من التحالف العربي مع بداية شهر رمضان الكريم، حيث أطلقت الإمارات حملة رمضانية ضخمة، تتضمَّن حزمة مبادرات ومشروعات خيرية وإنسانية يستفيد منها أكثر من 2.5 مليون شخص، منهم قرابة 1.5 مليون طفل، و500 ألف امرأة.
كما تواصل دولة الإمارات اهتمامها بدعم كافة القطاعات في المحافظات المحررة، لا سيَّما أسر الشهداء وأصحاب الهمم، وعادت الحياة إلى الكثير من مناطق الساحل الغربي الممتدة من منطقة باب المندب وصولاً إلى مدينة الحديدة، وذلك بفضل مساهمات دولة الإمارات، مما خفف معاناة المواطنين وأسهم في عودة النازحين إلى مناطقهم.
وفي مقابل شكوى الجهات الأممية من إعاقات المليشيات الحوثية لمساعي السلام، أشادت جاكلين بارليفليت مديرة مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بالأنشطة والمشروعات المتنوعة التي تنفذها دولة الإمارات في اليمن التي شملت كل المجالات الإنسانية والخدمية والتنموية، وقالت بارليفليت: "أشعر بالسعادة عندما أشاهد هذه الأنشطة والمشروعات الإماراتية المتنوعة والغنية".
تقترب الأزمة في اليمن من إكمال عامها الخامس، دون أن تُسجّل شيئاً إلا مزيدٍ من القتل والترويع للمدنيين، دون أن يلوح في الأفق أي حل سياسي يردع مليشيا الحوثي الانقلابية التي ملّ اليمنيون من إحصاء ضحاياها.
إنسانياً، أكّد مكتب منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أنّ اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وأنّ ما يقرب من 80% من إجمالي السكان -أي 24.1 مليون إنسان- بحاجة إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية والحماية.
وأضافت الأمم المتحدة أنّ 230 مديرية من مديريات اليمن البالغ عددها 333، تواجه خطر المجاعة، وأوضحت أنّ خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام الجاري تتطلب تمويلا بمقدار 4.2 مليارات دولار، بينما تم تمويل العملية بنسبة 14% فقط.
المنسقة الأممية ليز جراندي صرّحت بأنَّ المنظمة تسابق الزمن لإنقاذ مخزون المواد الغذائية في مدينة الحديدة، الذي يمكن به إطعام ثلاثة ملايين و700 ألف شخص لمدة شهر واحد.
وأفاد مدير برنامج الأغذية العالمي في اليمن ستيفن أندرسون، بأنّ مساعدة البرنامج ضرورية لتفادي وقوع مجاعة، مؤكداً أنّ مستوى الاحتياجات لا يزال ضخماً.
هذه التصريحات وإن حملت أرقاماً حديثة إلا أنّ مضمونها لا يمكن اعتباره جديداً، فكثيراً ما تحدّثت تقارير أممية عن حالة إنسانية فادحة يحياها اليمنيون على مدار السنوات الماضية.
وبينما تدرك الأمم المتحدة حقيقة الجرائم الحوثية وحجم تورّطها اللا محدود في تكبيد المدنيين أعباءً فادحة، إلا أنّها في الوقت نفسه يبدو أنّها ترفض تسمية هذا الطرف الدموي والمعرقل لاتفاق السويد، ويبدو أنّ الغرض من ذلك هو سعي الأمم المتحدة لإحداث حالة سلام، حتى وإن كانت هذه الحالة غير جادة وبلا أي محتوى.
يُفهم من كل ذلك أنّ تغييراً جوهرياً بات مطلوباً من التحالف العربي أكثر من أي وقت مضى، يقوم هذا التغيير على حسم المواجهات مع الحوثيين عسكرياً، لكن هذا الهدف يستلزم أيضاً تنقية معسكر الشرعية من عناصره الخائنة المتمثلة في حزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية) الذي سلَّم كثيراً من المناطق الاستراتيجية لسيطرة الحوثيين.