احتجاز أدوية السرطان.. المليشيات تنهش عظام اليمنيين

الأحد 12 مايو 2019 00:34:39
احتجاز أدوية السرطان.. المليشيات تنهش عظام اليمنيين
بعدما تسبّبت مليشيا الحوثي الانقلابية في تفشي مرض الكوليرا في مناطق يمنية مختلفة، متسبِّبةً في أزمة صحية فادحة، جاء الدور على مرض السرطان التي يستخدمه الانقلابيون سلاحاً للفتك بعظام اليمنيين الضعيفة.
مصادرٌ مطلعة قالت إنَّ نقطةً تابعةً للمليشيات الحوثية على المدخل الشرقي لمدينة إب تحتجز أدوية مرضى السرطان وتطالب بدفع مبالغ كبيرة كجمارك على الأدوية والمساعدات الطبية مقابل السماح بدخولها.
المصادر أضافت أنّ شحنات الأدوية المقدمة من الإمداد الدوائي لوزارة الصحة في العاصمة عدن، معرضةٌ للتلف نتيجة احتجازها في ظروف غير مهيأة لأكثر من ثلاثة أسابيع. 
ويستفيد من شحنة الأدوية أكثر من ثلاثة آلاف مصاب بالسرطان في محافظة إب، ويواجهون مخاطر نتيجة نفاد أكثر من 50% من الأدوية من مركز الأمل لعلاج الأورام في إب، وهو المركز الوحيد المتخصص لعلاج الأورام بالمحافظة ويتبع فرع المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان.
ونال القطاع الصحي قسطاً كبيراً من الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات ضد اليمنيين، وقد تسبَّب الانقلابيون في تفشي الكثير من الأمراض، وعمدوا على نشر التلوّث، كما سرقوا الأدوية ومنعوا توزيعها على المرضى.
وضمن حربها على هذا القطاع الحيوي، احتجزت المليشيات الحوثية في مطلع يناير الماضي، خمس شاحنات أدوية تابعة لمنظمة الهجرة الدولية، كانت فى طريقها إلى محافظة الحديدة. 
كانت هذه الشاحنات التابعة لمنظمة الهجرة الدولية قادمة من عدن إلى الحديدة عن طريق محافظة إب، حيث احتجزتها المليشيات الإرهابية فى نقطة التحسين بمدخل المحافظة، وكانت تحتوي على كمية من الأدوية لعلاج الملاريا والكوليرا وكمية من المغذيات. 
وقبل أيام، حذّرت منظمة "أوكسفام" غير الحكومية من عودة تفشي مرض الكوليرا على نطاق واسع في اليمن، مع ارتفاع عدد الحالات المشتبه بها هذا العام إلى نحو 200 ألف.
ونبّهت المنظمة من مغبة عودة ارتفاع ما هو بالفعل أسوأ تفشٍ للكوليرا بالعالم"، مشيرةً الى أنّه يُشتبه في إصابة نحو 195 ألف شخص بهذا المرض هذا العام.
وذكرت "أوكسفام" أنّ نهاية مارس الماضي، تمّ الإبلاغ عن ما يقرب من 2500 حالة مشتبه بها يوميًّا، وذلك يعد ارتفاعًا ملحوظاً عن الحالات المبلغ عنها في فبراير من هذا العام والتي وصلت الى ألف حالة يوميًّا.
وبحسب بيان المنظمة، فإنّ هذا يزيد بأكثر من عشرة أضعاف عن عدد الحالات المبلغ عنها والوفيات المرتبطة بها خلال نفس الفترة من عام 2018.
وحسب المعلومات الطبية لوزارة الصحة، فإنّ مرض الكوليرا وصل إلى أغلب بيوت صنعاء، فلا تجد بيتًا إلا وفيه شخص تعرض للمرض، وكانت مليشيا الحوثي سببًا رئيسيًّا في انتشار وباء الكوليرا بعد أن أهملت القطاع الصحي واستهدفت كوادره وتاجرت بالأدوية التي توفِّرها المنظمات الدولية، وتسببت في انعدام الأمن الذي جعل من منظمة الصحة العالمية توقف حملات التطعيم أكثر من مرة.
وتكمن خطورة الوباء أنّه يقضي على المريض سريعًا إذا لم يتم تداركه بالعناية والإسعاف إلى المستشفيات، وهو الأمر الذي عجز عنه كثير من المرضى، إمّا لأسباب مادية وإمّا لضعف قدرة المستشفيات على استيعاب الحالات المتزايدة يومًا وراء آخر.
ويقول تقريرٌ صدر حديثًا عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إنّ وباء الكوليرا يتركّز في المحافظات الواقعة تحت سلطة الحوثي وهي "أمانة صنعاء، والحديدة، وصنعاء، وإب، وعمران، وذمار".
ووفقًا للمعطيات التي تم جمعها من الميدان فإن أحد أسباب تفشي هذا المرض هو التدمير الذي أحدثه الحوثيون في القطاع الصحي، والتلاعب الذي حل بالتوظيف في الوظائف الصحية، وحجز المستشفيات الحكومية لصالح علاج جرحى الميليشيا، وحرمان المرضى من العلاج فيها؛ كونها أقل تكلفة من المستشفيات الخاصة التي لا يستطيع التداوي فيها إلا من كان ميسور الحال، في ظل ارتفاع رقعة الفقر والبطالة وغياب الأعمال، وانقطاع رواتب الموظفين منذ عامين بسبب ممانعة الحوثي من دفعها وتوريد عائدات الدولة إلى البنك المركزي في عدن.