تحالف الحوثي والإصلاح ينكسر أمام حائط المقاومة الجنوبية
لم تتوانى مليشيا الإصلاح عن تقديم خدماتها إلى عناصر الحوثي الانقلابية من أجل كسر شوكة الجنوب، وإعادة احتلاله مرة أخرى، غير أن هذا التحالف انكسر أمام حائط صد المقاومة الجنوبية التي رصدت تلك التحركات المشبوهة وأفشلت المخطط الذي كان يسعى للتوسع، وبالرغم من أن المعارك مازالت دائرة حتى الآن في عدد من جبهات الضالع لكن ما حققته المقاومة الجنوبية خلال الأيام الماضية نجح في إفشال هذا التحالف الذي توقع أن وصوله إلى الجنوب أمرا سهلا.
ويرى مراقبون أن التحالف ما بين الحوثي والإصلاح أدرك جيدا أنه الأوضاع في محافظات الجنوب لم تعد كما كانت في الماضي، وأن قوة المعارك التي تخوضها المقاومة الجنوبية على جبهات الضالع من الممكن أن تشكل تهديدا عليها، وبالتالي فإن نجاح الحزام الأمني والمقاومة يكمن في ردع هذا التحالف الشيطاني، وسيجعله يفكر في أي خطوة غدر تجاه الجنوب.
جاهزية قوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية وأداؤها البطولي المشهود أحبطا المحاولة الحوثية وكبدا ميليشياتها خسائر فادحة، رغم الأحاديث عن تآمر أطراف في الشرعية وميلها إلى رؤية انتصار للحوثيين في هذه المواجهة، في إطار مصالح شخصية وسياسية ضيقة أراد أصحابها النكاية في الأطراف الجنوبية المختلفة معها في الرؤى والتوجهات السياسية.
وأثبت معركة الضالع كذب حملات التشكيك والتشويه التي تتعرض لها تشكيلات الحزام الأمني وقوات المقاومة الجنوبية، وتذكير للمتابعين والمحللين بما سبقها من إنجازات للحزام والمقاومة الجنوبية في فرض الأمن ومحاربة التنظيمات الإرهابية وتحقيق أهم انتصار للشرعية في جبهة الساحل الغربي التي دحر فيها الحوثيون وصولًا إلى الحديدة، بينما ساد الركود والجمود معظم باقي الجبهات.
وشن الشاعر عبدالله الجعيدي، اليوم الأحد، هجومًا حادًا على الحكومة الشرعية وجماعة الإخوان في اليمن، مشيرا إلى أن جماعة الشرعية وجيشها وقادتها ومسئوليها وإخوان اليمن وإرهابييهم منزعجين من إبادة الحوثيين في الضالع أكثر من الحوثيين أنفسهم".
وأضاف: "ولعلكم سمعتم وشاهدتهم عبر العديد من وسائل الإعلام هجومهم على الضالع ورجاله المغاوير".
وكشفت مصادر أمنية عن أسر 70 عنصراً كانوا يقاتلون إلى جانب المليشيات الحوثية، بينهم ضباطٌ اعترفوا أنّهم يتبعون المنطقه العسكرية الثالثة التابعة للحكومة، تحت قيادة نائب الرئيس على محسن الأحمر.
تأتي ذلك في الوقت الذي صدت فيه المقاومة الجنوبية بجبهة الازارق هجوما حوثيا كبيرا استخدم فيه مختلف أنواع الاسلحة، وكبدت المليشيات الحوثية خسائر كبيرة في المعدات والأرواح بعد محاولات هجومية متعددة .
وأوضحت قيادات بالمقاومة الجنوبية أن الازارق عصية ولن تستطع القوات الغازية تحقيق أي تقدم مشيرين إلى أن المليشيات الحوثية فتحت جبهتين الأولى “باهر – تورصة” والجبهة الأخرى المفتوحة وهي الأوسع جبهة “شوكان – حلحال” التي يرابط فيها رجال القبائل منذ أول يوم فكرت المليشيات بالهجوم على حدود المديرية، وأن ذلك هدفه الأساسي تخفيف الضغط على عناصر في الضالع التي تواجه خسائر فادحة.
وقبل يومين شنت قوات المقاومة الجنوبية والحزام الأمني في اليمن، هجوما كبيرا على مواقع مليشيات الحوثي الموالية لإيران، في أطراف منطقة حجر، ومنطقتي شخب وحُمَر السادة بمديرية قعطبة، في محافظة الضالع.
وكانت القوات المشتركة قد أعلنت استكمال الاستعدادات لإطلاق معركة تحرير كل مناطق شمالي الضالع، وصولا إلى إب، وهي معركة أطلقت عليها القوات اسم "قطع النفس".
وتمكنت القوات من تحرير عدة كيلومترات من الأودية، بالإضافة إلى عدد من القرى الصغيرة، بعد معارك عنيفة دامت أكثر من 6 ساعات، وأسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المتمردين.
وخلال الأسبوع المنقضي ألحقت المقاومة الجنوبية خسائر فادحة بحق العناصر الانقلابية في عدد من جبهات القتال شمال الضالع، وتمكنت قوات الحزام الأمني أن تفشل جميع المحاولات الحوثية للتوغل في قعطبة، كما صدت عدة هجمات أخرى ما أدى إلى مقتل العشرات وأسر المئات في صفوف العناصر الانقلابية التي لم تجد سبيلا سوى أن تسير مركباتها في صنعاء بحثا عن مقاتلين جدد.