من أجل مصلحة الإصلاح.. اليدومي يتودد لأحزاب تحالف الشر

الاثنين 13 مايو 2019 22:00:24
من أجل مصلحة الإصلاح.. اليدومي يتودد لأحزاب تحالف الشر
رأي المشهد العربي
في غفلة من الزمان تحول حزب الإصلاح من أحد علامات الانقسام اليمني والمكون السياسي صاحب نموذج الخيانة الأكبر بالبلاد إلى حمامة سلام تسعى إلى التقارب مع باقي الكيانات السياسية التي اختارت أن تتواجد معه في "تحالف الشر"، الساعي بالأساس إلى تخريب الجنوب فقط، وهو ما اضطر محمد اليدومي القيادي رئيس الإصلاح يتحدث عن أهمية أن يجتاز التحالف ما أسماه بـ"كمائن الفشل".
اليدومي أدرك أن جميع القوى السياسية كشفت خديعة هذا التحالف الذي خرج للنور من أجل أن يظل الإصلاح محافظا على كتلة سياسية من الممكن أن تشكل سند له في ظل خروجه من المعادلة العسكرية من جانب بالإضافة إلى إمكانية قلب الطاولة على رموزه الفسادين بالحكومة على الجانب الآخر، وبالتالي فإنه بعث برسالة ظاهرها الرحمة والرغبة في لم الشمل وباطنها رغبة حثيثة في إحكام السيطرة على هذا التحالف.
وقال اليدومي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن "نجاح التحالف والخروج من حالة الإحباط المخيّمة على جوانب خط السير نحو الخروج ببلادنا وشعبنا من مجاهل التخلف ومخاطر التفكك ومستنقعات الفساد التي تعايشت فيها طحالب الضمائر الميتة بحاجة إلى القدرة على النجاة من كمائن الفشل في أشكاله المختلفة".
وذكر أن "التحالف لا يمكن لأعضائه أن يحققوا الهدف من إنشائه والمتمثل في خدمة المصالح العليا لليمن _ أرضاً وإنساناً _ إلا بتجاوز المصالح الأنانية لكل منهم والنأي بأنفسهم عن الاشتغال بتتبع عثرات بعضهم البعض، وأن من أبجديات التحالفات السياسية أن تقوم على قواعد ارتكاز كثيرة ومتعددة، وأهمها بعد تحديد الهدف وآليات تنفيذه على أرض الواقع أن تكون القدرة متوفرة للاستفادة من الإمكانات المتاحة وتوظيفها على الوجه الأكمل بقدر المستطاع".
ما ذكره اليدومي يحتوي على رسائل عدة أولها أن القوى المشاركة في هذا التحالف كشفت المخطط الإخواني الساعي لخدمة مليشيا الانقلاب الحوثي، وبالتالي فإنها اعترضت على ما طرحه اليدومي من آليات تصب في مجملها إلى عداء الجنوب، وإظهار حالة من التأييد المبطن للعناصر الانقلابية من خلال غض الطرف عن مواجهتها.
والرسالة الثانية وهي الأهم، لها علاقة بتحذير اليدومي من فشل التحالف وحله أو بقائه كما هو جثة هامدة ليس لها أي وجود على الأرض، ما يبرهن على أن الإصلاح يسعى إما للسيطرة الكاملة على هذا التحالف أو إفشاله، وهو أسلوب عهد تنظيم الإخوان على إتباعه في جميع التحالفات التي يتواجد فيها.
وفي نفس التوقيت فإن ما ذهب إليه اليدومي يكشف عن مدى الضعف الذي أصاب الإصلاح، بعد أن انكشفت خيانته، بل أنه خسر المعارك التي يخوضها بالتعاون مع العناصر الانقلابية في الضالع، وهو أمر أصاب قياداته بالجنون، بعد أن ضحى بكل شيء من أجل تخريب الجنوب ولكن الأمر انقلب عليه فأصبحت الخيانة العنوان المعبر عنه داخل اليمن.
هذه الحالة التي أصابت الإصلاح دفعت اليدومي لأن يتودد المشاركة السياسية مع القوى الأخرى الموجودة معه في نفس التحالف وعلى رأسها حزب المؤتمر الشعبي، ويبدو أن المليشيات التي يدعمها التنظيم الدولي للإخوان وقطر وتركيا بحاجة إلى قوى مساندة سياسية تؤمن ما تبقى لها من شعبية داخل اليمن.