تفشي الكوليرا.. أرقام الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر في اليمن
الاثنين 13 مايو 2019 22:01:45
دقت المعلومات والإحصاءات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية مؤخرا، ناقوس الخطر بشأن تفشي وباء الكوليرا باليمن، إلى درجة قد يصعب السيطرة عليها في ظل وجود أكثر من 300 ألف حالة اشتباه، وهو ما يتطلب جهودا صحية عملاقة لا تستطيع أن تواكبها المؤسسات الطبية داخل اليمن، الأمر الذي يؤكد أن هذا الوباء قد يكون الخطر الأكبر على اليمنيين بالتوازي مع المأساة المستمرة منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية قبل خمس سنوات.
ويعد وباء الكوليرا أحد أدوات مليشيا الحوثي التي تستخدمها للفتك بالمواطنين الأبرياء، لأنها تساعد على انتشار المرض في المناطق التي تستطير عليها من ناحية، بالإضافة إلى أنها توظف الحالة الصحية للمواطنين اليمنيين من أجل الحصول على المزيد من المساعدات الطبية التي تستحوذ عليها لصالح تمويل عملياتها العسكرية وتمنع وصولها إلى المستحقين.
وأكد مكتب منظمة الصحة العالمیة في الیمن أن عدد الإصابات المشتبه بها بمرض الكولیرا تجاوز 300 ألف حالة منذ مطلع العام الحالي، وأشارت المعلومات إلى وفاة 580 حالة من أصل 306 آلاف حالة اشتباه بالكولیرا، تم الإبلاغ عنها منذ مطلع العام وحتى مايو الحالي.
تصدرت صنعاء أعلى نسبة إصابة بالمرض على مستوى الیمن، بنحو 89 ألف إصابة، فيما جاءت محافظات الحدیدة، وإب وذمار بعد صنعاء في عدد الإصابات على الترتیب،فیما سجلت إب أعلى الوفیات بـ87 حالة، تليها ذماربـ 58 حالة، ثم تعز 55 حالة، وجاءت حضرموت في ذيل القائمة من حيث سجلت 13 حالة إصابة فقط.
وتؤكد هذه المعلومات على أن المليشيات الانقلابية تسعى إلى مزيد من تردي الأوضاع الصحية في المحافظات اليمنية، لأنها تجيد الانتشار والاستفادة من تلك البيئة وتدفعها لارتكاب مزيد من الجرائم تحت ستار انتشار الأمراض والأوبئة.
وأوضحت مصادر طبية في منظمة الصحة العالمية أن وباء الكوليرا انتشر في أغلب المحافظات اليمنية التي تعاني من بطش ميليشيا الحوثي، وسط تحذيرات أممية من إغلاق 60 بالمائة من مراكز علاج الإسهال المسبب للمرض في حال استمر تباطؤ المانحين في الوفاء بتعهداتهم المعلنة في فبراير الماضي.
نشرت المنظمة الدولية بداية العام الجاري آلاف العاملين لعلاج الكوليرا في 147 منطقة يمنية لمواجهة الموجة الرابعة للوباء منذ محاولة الميليشيا الحوثية السيطرة على مقدرات البلاد، وذلك وسط عجز السلطات الصحية
إلى ذلك، قال مصدر طبي إن مسلحين تابعين لميليشيا الحوثي يحتجزون كمية من أدوية مرضى السرطان في محافظة إب، وسط اليمن، ويمنعون إدخالها إلى المدينة.
وأضاف المصدر أن نقطة تابعة للحوثيين على المدخل الشرقي لمدينة إب تحتجز أدوية مرضى السرطان وتطالب بدفع مبالغ كبيرة كجمارك على الأدوية والمساعدات الطبية مقابل السماح بدخولها.
وبحسب المصدر، فإن شحنات الأدوية المقدمة من الإمداد الدوائي لوزارة الصحة في العاصمة المؤقتة عدن، معرضة للتلف نتيجة احتجازها في ظروف غير مهيأة لأكثر من ثلاثة أسابيع.
أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية الإنسانية، اليوم الاثنين، أنها افتتحت مركزا لعلاج وباء الكوليرا في محافظة تعز جنوب غربي اليمن، وأضاف المكتب أن المركز يحتوي على 60 سريرا قابلا للزيادة إلى 150، ولفت إلى أنه منذ الافتتاح، استقبل المركز 30 حالة يشتبه إصابتها بوباء الكوليرا.