إعلام الجنوب أمام مهمة مواجهة شائعات الإصلاح وإبراز نجاحات المقاومة
يأخذ اهتمام المجلس الانتقالي الجنوبي بالمنصات الإعلامية التي تتحدث عن محافظات الجنوب، أبعادا سياسية وأمنية هامة للغاية في الوقت الحالي، إذ أنه يأتي في وقت تستعر فيه الحملات الإعلامية التي تشنها جماعة الإخوان وأذرعها داخل وخارج اليمن، بجانب الحاجة الماسة إلى إظهار حقيقة الأوضاع في الضالع التي تخوض فيها المقاومة الجنوبية معارك ضارية ضد مليشيا الحوثي وتستطر نجاحات عسكرية عديدة بحاجة إلى إبرازها.
ويرى العديد من أبناء الجنوب أن الإعلام العربي لا ينصف بطولات المقاومة الجنوبية في الضالع، وقال الكاتب والمحلل السياسي هاني مسهور، إن معركة الضالع لا ينصفها الإعلام العربي برغم أنها حماية وصيانة للأمن العربي وضرباً للمشروع الشيطاني الإيراني، ووجه تساؤل لبعض وسائل الإعلام العربية قائلا: "ونسألكم لماذا تغيبون؟".
وشهدت الأشهر الماضية استعدادات مكثفة من قبل المجلس الانتقالي لتدشين مؤسسات إعلامية تحمل خطاً تحريرا مهنيا من الممكن أن يشكل عامل مساعد للجهود السياسية والعسكرية الساعية لاستعادة دولة الجنوب، ويبدو من الواضح أن تلك الاستعدادات قد وصلت مراحلها الأخيرة.
ودشن اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ونائبه هاني بن بريك، مساء اليوم الاثنين بمعية أعضاء هيئة الرئاسة، مرحلة جديدة للإعلام المرئي عبر إطلاق ترددات خاصة لقناتين فضائيتين جنوبيتين ستُبثان من العاصمة عدن وستنقلان صوت الجنوبيين للعالم.
ويمثل إطلاق ترددات هاتين القناتين، باكورة لقنوات المجلس الانتقالي لتقديم رسالة وطنية، شفافة، وصادقة، تعزز الانتماء الجنوبي العربي وتُحارب الجهل والأمية والتطرف وتسعى للعب دورها مجتمعياً، من خلال تبني قضايا المواطنين والمساهمة في تحفيز النمو الشامل في جميع المجالات وضمان العيش الكريم.
وقال المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي المهندس نزار هيثم إن إطلاق هذه الترددات يهدف لتعزيز الحضور الإعلامي الجنوبي، ليكون مواكباً لفعلهم على الأرض وسيأخذ القضية الجنوبية إلى آفاق واسعة من التحليق في سماء الإعلام الفضائي، تجسيداً لرؤية المجلس بأن يكون عام ٢٠١٩، هو عام التمكين بإذن الله .
وأضاف هيثم : "المجلس ويؤمن بوجوب تعزيز حضور قضيتنا الوطنية إعلامياً، انطلاقاً من إستراتيجيتنا الراسخة بأهمية مواكبة تقنيات الاتصالات والمعلومات، كما يؤمن بضرورة إتاحة محتوى قنواتنا على المنصّات الإلكترونية والرقمية المختلفة التي تندرج ضمن تصوّراته الحالية والمستقبلية لتطوير الإعلام الجنوبي".
وأوضح هيثم إنه وانطلاقاً من ذلك الإيمان الراسخ ، بدأ البث التجريبي لقناة AIC المعنية بالأخبار والتحليل السياسي، مشيرا إلى أنه سيدشن قريباً AIC2 التي ستعني بشؤون الشباب والثقافة والفن، تليها قناة ثالثة ستكون لسان حال جنوبنا الغالي ونبض الشارع الموجه نحو الشعوب العربية الشقيقة والصديقة.
وتأتي تلك الخطوة بعد أن افتتح رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي بمعية هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال شهر فبراير الماضي، مؤسسة (هنا عدن للإعلام) وإذاعة (هنا عدن) كإذاعة أهلية جنوبية تبث من مدينة عدن.
وأشاد الزُبيدي في حينها بما شاهده داخل الإذاعة بمختلف أقسامها وقال: «هذا يوم تاريخي مميز، وسعادتنا لا توصف ونحن نفتتح هذه المؤسسة، وهذه أول مؤسسات الدولة الجنوبية بدأت تعمل بشكل مباشر، وهنيئاً لشعب الجنوب الذي انتظر هذه اللحظات المباركة السعيدة، وهذا أول صرح نقدمه كهدية لأسر الشهداء والجرحى وقادة المقاومة الجنوبية».. مؤكداً حرص المجلس الانتقالي على دعم وسائل الإعلام الجنوبية وتأهيل كوادرها.
وقبل أقل من شهرين نظمت الدائرة الإعلامية بالإمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي، الدورة التدريبية الخاصة "بصناعة المحتوى الإعلامي في شبكات التواصل الإجتماعي، وإدارة المراكز الإعلامية " والتي شارك فيها 26 إعلامياً من مختلف محافظات الجنوب.
وتلقى المشاركون في الدورة معارف ومهارات صناعة الخبر الصحفي والتقارير الصحفية بالإضافة إلى طرق التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي، وتنظيم الحملات الإعلامية، وصناعة الفلاشات المرئية الفيديو جرافيك وغيرها فنون الصحافة والإعلام بكافة أشكاله.
فيما أقرت هيئة رئاسة المجلس الإنتقالي الجنوبي, اليوم الاثنين، إنشاء مراكز إعلامية في المحافظات الجنوبية وتوفير الاحتياجات الضرورية للقيام بمهامها.
