أمس حوثي واليوم سعودي.. إدانة مزعومة تفضح رقص الإصلاح على كل الحبال

الثلاثاء 14 مايو 2019 22:47:31
أمس حوثي واليوم سعودي.. إدانة مزعومة تفضح رقص الإصلاح على كل الحبال
لم يكن البيان الصادر عن حزب الإصلاح حول استهداف مضختي النفط في السعودية، إدانة "كاذبة" لهذا الهجوم الإرهابي بل مثَّل رقصٌ إخواني على كل الحبال.
ففي الوقت الذي يلتف حبل "الجريمة" في هذا الهجوم حول رقبة الحوثيين، فينظر بكمٍ كبيرٍ من الاستغراب لأن يصدر إدانة عن "الإخوان" الذين يتحالفون سراً وعلناً مع مليشيا الحوثي، ضد التحالف العربي وتحديداً ضد السعودية والإمارات.
حزب "الإصلاح" قال في بيانه اليوم الثلاثاء، إنّ استهداف الحوثيين لمضختي نفط في الرياض اليوم الثلاثاء، يؤكّد أنّ مواجهة المشروع الإيراني وأذرعه الإرهابية في المنطقة وعلى رأسها مليشيا الحوثي بات ضرورة ملحة.
وأضاف أنّ "استهداف المضختين وقبله استهداف سفن في المياه الإقليمية الإماراتية هو تصعيد خطير لا يستهدف المملكة والإمارات فحسب، وإنما يهدد أمن المنطقة والعالم".
نسي أو تناسى "الإصلاح" وهو يدين تلك الجريمة النكراء تحالفه سيئ السمعة مع المليشيات الحوثية، ولا أدل على هذا التحالف من رفض الإخوان مقاتلة الانقلابيين وقد جاء ذلك على لسان قائد الحملة الأمنية في تعز منصور الأكحلي وهو يبرّر عدم ملاحقتهم لـ"غزوان المخلافي".
الأكحلي ظهر في مقابلة تلفزيونية، قال خلالها إنّ المخلافي إذا ما خرجت حملة لضبطه يتهرّب لدى مناطق حوثية، وهنا قال الرجل - الذي من المفترض أن يكون على جبهة القتال ضد الانقلابيين: "غزوان المخلافي هارب في مناطق متاخمة للانقلابيين، وعندما يتم مداهمة هذه المنطقة لا شك أنّنا نشتبك مع غزوان كشخص وإنما سنشتبك أيضاً مع الانقلابيين وقد نُحدث معركة ليس لها مبرر".
لا يُفهم إن كان الأكحلي قد صرّح بذلك سهواً دون أن يقصد، أو أنّ التحالف الحوثي الإخواني افتضح أمره لدرجة أن يخرج هذا الرجل على الملأ وعبر محطة تلفزيونية يغازل الحوثيين ويكشف عن الوجه الإخواني الحقيقي.
التحالف الحوثي الإخواني شهد توسُّعاً كبيراً خلال الفترة الماضية، لا سيّما فيما يتعلق بتهريب الأسلحة والذخائر والمواد الأولية لصناعة المتفجرات عبر مناطق نفوذ الحكومة، وتحديداً في تعز، صوب مناطق وجود المليشيات.
ويُنظر إلى القيادي الإخواني، نائب الرئيس علي محسن الأحمر بأنّه "رأس الأفعى" التي حقّقت أرباحاً خياليةً من وراء جرائم تهريب الأسلحة، فالجنرال يتستر تحت غطاء الشرعية، في وقتٍ تورّط في الكثير من عمليات تهريب الأسلحة إلى المليشيات الحوثية التي يُفترض أن يعاديها باعتباره الذراع اليمنى للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
يُطبِّق الإخوان ما قاله نيكولو مكيافيلي قبل أكثر من خمسة قرون "الغاية تبرر الوسيلة"، وكان يُفترض أن "يحشر" في وسط تلك المقولة الشهيرة حزب الإصلاح، فالمفكر الإيطالي الذي برّر القسوة والوحشية في صراع الحكام على السلطة، جاء "إخوان اليمن" ليثبتوا جانباً مما قاله، عبر الرقص على كل الحبال السياسية.
وبالإضافة إلى المكاسب العسكرية للحوثيين من خيانات الإصلاح، يبدو أنّ المليشيات حاولت رد ما يرونه "الجميل"، إذ انفطر قلب محمد علي الحوثي، عندما ورد إلى مسامعه أنباء ذلك الطوفان الذي سيغرق جماعة إرهابية لا تقل عن مليشياته، عنفاً وتطرفاً وإرهاباً، المتمثّل في تحرُّك الولايات المتحدة لتصنيف "الإخوان" جماعة إرهابية، وهي خطوة طال انتظارها، وجاءت لتفضح العلاقة سيئة السمعة بين مليشيا الحوثي وحزب الإصلاح.
محمد علي الحوثي، وهو رئيس ما تُسمى اللجنة الثورية، صرخ عبر حسابه على "تويتر" لهذا التوجُّه الأمريكي، وقال - متحدثاً بلسان مليشيا القتل والإرهاب - إنّهم يرفضون أي تصنيف من الإدارة الامريكية بالارهاب لأي جماعة أو حركة أو حزب أو جيش.
لم يُشِر الحوثي صراحةً إلى جماعة الإخوان، كما لم ينسَ أيضاً المتاجرة بالقضية الفلسطينية التي قال إنّها تمثّل القضية الإسلامية الأولى، في وقتٍ أبعد ما تكون فيه المليشيات عن هذه القضية.