أدلة تفضح التورُّط الإيراني في الهجوم على مضختي النفط بالرياض

الأربعاء 15 مايو 2019 22:09:50
"أدلة" تفضح التورُّط الإيراني في الهجوم على مضختي النفط بالرياض

بينما تحاول طهران نفي اتهامها بدعم مليشيا الحوثي الانقلابية، فقد جاء الهجوم على محطتي ضخ النفط بالعاصمة السعودية الرياض، فاضحاً لهذا الدور الإيراني الذي يعمد إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة.

الهجوم الذي تبنته مليشيا الحوثي على مضختي الرياض تمّ باستخدام طائرات بدون طيار مزودة بصواريخ، وهو ما بيّن أنّ الأمر لا يقتصر على مجرد جماعة إرهابية مارقة، بل فضح دوراً سيئ السمعة لأجهزة دولة منظمة.

متخصّصون في نظم المعلومات الجغرافية واستخدامات الطيران أكّدوا أنّ تجهيز طائرات من دون طيار بالصواريخ، على غرار ما فعلته المليشيات الحوثية لدى استهدافها منشأتي نفط في السعودية يتطلب خبراء دولة في التسليح، واستبعدوا أن يتم ذلك من قبل هواة أو حتى محترفين.

وقد صرّح المتخصّص حمود الحربي لصحيفة الشرق الأوسط، بأنّه من الممكن للمحترفين أو حتى الهواة تسيير طائرات "درون" للاستخدام العادي، أمّا تزويدها بأسلحة بما فيها الصواريخ، فإنّه يتطلب وجود خبراء في تركيب تلك الأسلحة وكذلك صيانة هذا النوع من الطائرات.

وتحدّث عن المسافات التي تستطيع طائرات الدرون قطعها، حيث يمكن لهذا النوع من الطائرات التحليق لأي مسافة سواء كانت ألفي كيلومتر أو أكثر، إذ يعتمد الأمر على كمية الوقود الذي يستوعبه الخزان المجهز بها.

ويمكن التحكُّم بطائرات درون بطرق عدة؛ أولاها نظام التموضع العالمي "جي بي إس"، ونظام انتقال البيانات، والأقمار الصناعية التي يتم ربط نظام البيانات بها، وتعتمد الطريقة الثانية على التحكُّم بالبيانات عن طريق ربطها بالبث الإذاعي بديلاً للأقمار الصناعية باستخدام موجات الراديو في محطات معينة بوجود استشعار دقيق.

وهناك نوع من طائرات درون له استخدامات متعددة، وعند تزويده بالحد الأعلى من الوقود، فإنه يستطيع التحليق لمدة عشر ساعات، مشيراً إلى أنّ ذلك يعتمد على حجم المحرك وسعة الخزان، وهناك نوع آخر من الطائرات المسيرة يستهلك كميات أقل من الوقود ويعتمد على الأجنحة في التحليق.

أمّا عن حجم الصواريخ التي يمكن وضعها داخل هذه الطائرات، فيعتمد الأمر بشكل عام على حجم الطائرة وقوة المحرك، والعلاقة بين هذه العناصر طردية، أي كلما كبر حجم الطائرة وزادت قوة المحرك كانت الدرون أقدر على استيعاب حمولة أكبر.

المليشيات الحوثية التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الإرهابي، انتقلت من مرحلة التهديد إلى التنفيذ باستهداف المناطق الحيوية التي تضرب استقرار وأمن المنطقة، وهو ما يعني أنّ العبث الحوثي قد تخطّى كل الحدود.

ردّت دولة الإمارات العربية المتحدة، سريعاً على التورُّط الحوثي، حيث أدانت هذا الهجوم الإرهابي، معتبرة أنه دليل على التوجهات الحوثية العدائية والإرهابية.

وذكر بيانٌ إماراتي رسمي أنّ "هذا العمل الإرهابي والتخريبي دليلٌ جديدٌ على التوجهات الحوثية العدائية والإرهابية والسعي إلى تقويض الأمن والاستقرار"، وشدّدت على "دعمها كافة الإجراءات في مواجهة التطرف والإرهاب ووقوفها إلى جانبها في كل ما تتخذه (السعودية) من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها".

تزامن الهجوم على مضختي الرياض مع استهداف السفن الأربعة قبالة سواحل الإمارات يكشف على ما يبدو استراتيجية بدأت تتضح ملامحها في المرحلة الراهنة، وهي استخدام إيران لوكلائها من أجل استهداف إمداءات النفط وهو أمرٌ مرتبط بتهديداتها للرد على العقوبات الأمريكية الخاصة بتصفير النفط الإيراني.