سد ثقوب الشرعية أول خطوات مواجهة التصعيد الإيراني بالمنطقة

الجمعة 17 مايو 2019 22:00:00
سد ثقوب الشرعية أول خطوات مواجهة التصعيد الإيراني بالمنطقة
رأي المشهد العربي 
شهدت الأيام الماضية تصعيدا إيرانيا باتجاه دول التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، إثر استهداف سفن الفجيرة وبعدها محطتي نفط بالعاصمة السعودية الرياض، وهو أمر يتطلب مواجهة حاسمة مع أذرع إيران باليمن، كأول خطوات التعامل مع التصعيد الإيراني.
أحد أهم عوامل نجاح المواجهة مع إيران يرتبط بالتخلص من الخيانات التي تقوض جهود التحالف العربي في اليمن، والتي غالبا ما تأتي من جهة واحدة مصدرها حزب الإصلاح، الذي يحظى بوجود قوي في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، وينفذ تعليمات إخوانية قطرية تركية تهدف أساسا لخدمة حليفتهم طهران، وهو ما يجعل المليشيا الإخوانية في خانة الأعداء بشكل علني لا يحتمل المواربة.
خلال الأشهر الماضية كانت اختراقات الشرعية كفيلة باستمرار المراوغة الحوثية في الحديدة، ومكنت العناصر الانقلابية من الوصول إلى حدود محافظات الجنوب، وتسببت في سقوط حجور، وثبتت الحصار الحوثي على تعز، ولم تواجه العناصر الانقلابية تهديد حقيقي في إب.
قوة مليشيا الحوثي بالداخل اليمني يعطي إيران قوة أكبر في مواجهتها الإقليمية، صحيح أن المواجهة الأساسية تبقى ما بين الولايات المتحدة وإيران، لكن طهران سيكون هدفها الأساسي نقل المعركة إلى الخليج بالقرب منها، وكشفت جرائم استهداف السفن ومحطات النفط على ذلك، وبالتالي فإن دول التحالف سيكون عليهم أولا تكثيف المواجهة مع المليشيات الانقلابية داخل اليمن وإفقاد إيران أحد أهم أذرعها التي تعتمد عليها في تنفيذ عملياتها الإرهابية.
في المقابل فإن الأيام الماضية كانت كاشفة عن إدراك المملكة العربية السعودية لخطورة الاختراق الإخواني للشرعية، وبالرغم من أن هذا لم ينعكس في شكل قرارات تطيح من الخونة داخل الحكومة، غير أن العديد من التقارير الإعلامية أشارت إلى وجود سخط سعودي من الخيانات المتتالية لأذرع الإصلاح بالشرعية، وأنها بالفعل جادة في استبعادهم.
ويعد اهتمام الإعلام السعودي بتصريحات وزير النقل السابق وعضو الانتقالي مراد الحالمي التي أدلى بها لقناة الغد المشرق، وكشف فيها معلومات تثبت اختراق الشرعية، دليلا واضحا على أن المملكة العربية السعودية في طريقها نحو مواجهة الإصلاح باعتباره ذراعا مساندا لمليشيا الحوثي الانقلابية وإيران، وأن ما يساعد على ذلك انكشاف العديد من الوزراء الذين كشفوا عن ولائهم للجهات المعادية من خلال مهاجمة التحالف العربي بشكل علني.
وقبل يومين، أكد مراد الحالمي إن اختراق الشرعية يأتي من الجهة التي نفذ من خلالها وزير النقل الحالي إلى السلطة، في إشارة إلى مليشيا الإصلاح، مشيرا إلى أن "وزير النقل الحالي رجل يصنف الناس على أنهم أعداء ويهاجم التحالف العربي وأنت تخوض حرباً مشتركة وفجأة تأتي به على رأس الحكومة يعطل مؤسسات وزارة النقل ويخلق إشكالية مع التحالف العربي، فكيف تستطيع تقديم خدمات للناس المواطنين بهذا الأداء؟". 
ويصنف العديد من المراقبين صالح الجبواني وزير النقل الحالي على أنه من أهم أدوات قطر لاختراق الشرعية، إذ انه تحول فجأة من ضيف دائم على قناة الجزيرة إلى وزير في حكومة الشرعية، بعد أن فصل في وظيفته في سلك الخارجية اليمنية، كما أنه أحد المباركين لدخول الحوثيين إلى صنعاء.
ما يفعله الجبواني كل يوم، وما يقدم عليه الميسري والذي وجهه سهامه إلى دول التحالف في وقت من المفترض أن يكون فيه الجميع على قلب رجل واحد لمواجهة إيران، وما اعتاد عليه علي محسن الأحمر والذي لا يتوانى عن التحالف مع مليشيا الحوثي خدما لمصالحه الخاصة ومصالح قطر وتركيا، لابد أن يواجه بشكل حاسم في أقرب وقت.
استمرار الوضع الحالي ينذر بمزيد من الصعوبات في خضم المعركة التي ستشتعل بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة ما بين الولايات المتحدة وحلفائها بالمنطقة من جانب وبين إيران وأذرعها على الجانب الآخر، وهو ما يجعل من أهمية سد الثقوب التي ينفذ من خلالها الأعداء إلى اليمن أول خطوات مواجهة التصعيد الإيراني بالمنطقة.