قبيل قرع طبول الحرب.. أمريكا والسعودية تحذران إيران
الاثنين 20 مايو 2019 12:32:54
وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرا جديدا لطهران يوم الأحد وقال إن أي حرب ستكون "النهاية الرسمية" لإيران وذلك في الوقت الذي أوضحت فيه السعودية أنها مستعدة للرد بكل قوة وأن تجنب نشوب حرب أمر يعود إلى إيران.
ويأتي هذا التصعيد في اللهجة عقب تعرض أصول نفطية سعودية لهجمات الأسبوع الماضي وإطلاق صاروخ يوم الأحد على المنطقة الخضراء شديدة التحصين بالعاصمة العراقية بغداد والتي تضم مبان حكومية وسفارات أجنبية.
وقال ترامب دون الإدلاء بتفاصيل ”إذا كانت إيران تريد القتال فستكون تلك النهاية الرسمية لإيران. لا تهددوا مطلقا الولايات المتحدة مرة أخرى“.
واتهمت الرياض طهران بإصدار أوامر بشن هجمات بطائرات مسيرة على محطتين لضخ النفط في السعودية والتي أعلنت حركة الحوثي المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عنها. ووقعت هذه الهجمات بعد يومين من تعرض أربع سفن بينها ناقلتا نفط سعوديتان للتخريب قبالة ساحل دولة الإمارات.
وذكر الأسطول الأمريكي الخامس الذي مقره البحرين يوم الأحد أن دول مجلس التعاون الخليجي بدأت ”دوريات أمنية مكثفة“ في المياه الدولية بالخليج يوم السبت.
وتنفي إيران وقوفها وراء هذه الهجمات التي تأتي مع تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران بسبب العقوبات والوجود العسكري الأمريكي في المنطقة مما أثار مخاوف من احتمال نشوب حرب بين الولايات المتحدة وإيران.
وقال عادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية في مؤتمر صحفي “المملكة العربية السعودية لا تريد حربا في المنطقة ولا تسعى لذلك. ”وستفعل ما في وسعها لمنع قيام هذه الحرب وفي الوقت ذاته تؤكد أنه في حال اختيار الطرف الآخر الحرب فإن المملكة سترد على ذلك بكل قوة وحزم وستدافع عن نفسها ومصالحها“.
ودعا العاهل السعودي الملك سلمان زعماء دول الخليج والدول العربية إلى عقد قمتين طارئتين في مكة في 30 مايو أيار لبحث تداعيات الهجمات.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان ”الظروف الدقيقة الحالية تتطلب موقفا خليجيا وعربيا موحدا في ظل التحديات والأخطار المحيطة“.
ولم تحمل الإمارات مسؤولية عمليات تخريب الناقلات لأي طرف في انتظار ما يتوصل إليه التحقيق. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تلك العمليات لكن مصدرين حكوميين أمريكيين قالا الأسبوع الماضي إن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن إيران شجعت جماعة الحوثي أو فصائل شيعية مقرها العراق على تنفيذها.
وقال تقرير لشركات تأمين نرويجية اطلعت عليه رويترز إن ”من المرجح بشكل كبير“ أن الحرس الثوري الإيراني سهل الهجوم على السفن قرب إمارة الفجيرة بدولة الإمارات.
وفي بغداد قال الجيش العراقي إن صاروخ كاتيوشا سقط في قلب المنطقة الخضراء دون أن يسبب أي خسائر وأوضح فيما بعد أنه سقط قرب النصب التذكاري للجندي المجهول.
وقال الكابتن بيل أوربان المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية إن القيادة علمت بوقوع انفجار في المنطقة الخضراء خارج مجمع السفارة الأمريكية وأنه لا يوجد ضحايا من الأمريكيين أو قوات التحالف.
وكانت المنطقة الخضراء ببغداد هدفا متكررا لقذائف المورتر أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق الذي انتهى عام 2011.
اتصال بين الأمير محمد وبومبيو
واستبعد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف احتمال اندلاع حرب في المنطقة قائلا إن طهران لا تريد الصراع وإنه لا يمكن لأي دولة ”أن تتوهم أن بوسعها مواجهة إيران“ وهو موقف تكرر على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني الميجر جنرال حسين سلامي يوم الأحد.
ونقلت عنه وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء قوله ”لا نسعى للحرب لكننا لا نخشاها أيضا“.
وشددت واشنطن العقوبات الاقتصادية على إيران محاولة وقف صادراتها من النفط تماما وعززت الوجود العسكري في الخليج ردا على ما وصفته بتهديدات إيرانية للقوات وللمصالح الأمريكية.
وقالت وزارة الإعلام السعودية على تويتر إن اتصالا هاتفيا جرى بين ولي العهد الأمير محمد ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ”بحثا خلاله تطورات الأحداث في المنطقة والجهود الرامية لتعزيز أمنها واستقرارها“. وقال الجبير في المؤتمر الصحفي ”نحن نريد السلم والاستقرار والأمن في المنطقة ولكن نحن لن نقف بأيدينا مكتفة في ظل الهجوم الإيراني المستمر… الكرة في ملعب إيران وعلى إيران تحديد ماذا سيكون المصير“.
وفي مؤشر على تصاعد التوتر في المنطقة قامت شركة إكسون موبيل بإجلاء موظفيها الأجانب من حقل نفطي في العراق.
كما حذرت البحرين مواطنيها يوم السبت من السفر للعراق وإيران وطلبت ممن هم هناك بالفعل العودة على الفور.
وأصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية تحذيرا للخطوط الجوية التجارية في الولايات المتحدة تنصح فيه بتوخي الحذر أثناء تحليق الطائرات فوق مياه الخليج وخليج عمان.