ألغام الحوثي تتلف المحاصيل.. أرضٌ لا تثمر خيراً

الثلاثاء 28 مايو 2019 23:55:59
ألغام الحوثي تتلف المحاصيل.. أرضٌ لا تثمر خيراً
يوماً بعد يوم، تضم الألغام التي تزرعها مليشيا الحوثي الانقلابية إلى قائمتها ضحايا جدداً، سواء البشر أو أخضر اليمن ويابسه، مُكبّدةً المواطنين أزمة إنسانية غير مسبوقة.

إحدى القصص الإنسانية في هذا السياق تعود إلى المزارع علي حسن الذي يستعد في مثل هذا الوقت من كل عام لحصاد أرضه، وجمع ما تجود به من محصول بعد أشهر من العمل الدؤوب والمضني، لكنه هذا العام لن يجني إلا ربع مساحة مزارعه.

الثلاثة أرباع الباقية تحوَّلت، بحسب صحيفة البيان، بسبب مليشيا الحوثي من حقول ذرة وسمسم وبقوليات إلى حقول ألغام وموت، لا يتوقف عن حصد أرواح الأبرياء من سكان منطقتي العليلي والدنين شرقي مدينة الخوخة، ما اضطر أغلبهم إلى النزوح.

تحدّث "علي"، البالغ من العمر 60 عاماً، عن معاناته ورفاقه المزارعين عن جرائم مليشيا الحوثي، وقال - مشيراً إلى مساحات ممتدة باتجاه الشرق بدت شبه مجدبة وقاحلة: "هذه أرضي، لم تكن هكذا قبل وصول الحوثيين، كانت جنة خضراء، وأصبحت الآن مخيفة، لا تطأها قدم ولا تقبل الحياة، فكل متر مربع فيه لغم حوثي، يتوعد من يمر فوقه بالموت".

"بعد تحرير مديرية الخوخة بأيام كانت مليشيا الحوثي، تجهز للمزارعون في القرى الشرقية من المديرية هدية، هي عبارة عن ترسانة من صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون والهورزر، استمرت في القصف اليومي المكثف، واستهدفت معظم محاصيلهم، وتسببت بحرقها وإتلافها".. يضيف "علي".

ويتابع: "خسرت ما قيمته أربعة ملايين ريال من محصول السمسم وقصب الذرة والأعلاف، وعشرين رأساً من المواشي، ذهبت كلها نتيجة قذائف حوثية أصابتها مباشرة، فاحترقت مخازن المحصول بالكامل، ونفقت الأغنام، ولم أستطع تعويض خسارتي حتى الآن، لأن عشرين معاد من أرضي (تعادل 17 فداناً) مزروعة بالألغام".

خبراء عسكريون قدَّروا أنَّ عدد الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي تتجاوز المليون لغم، في الوقت الذي لا يتوقف فيه الانقلابيون عن زرع الألغام كل يوم وتفخيخ السهول والهضاب والوديان بالألغام لإزهاق أرواح المدنيين العزل وتعريض ممتلكاتهم للخطر.

وزرعت مليشيا الحوثي مئات الآلاف من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة، في الأحياء السكنية، والطرق العامة، في مختلف المناطق التي اجتاحتها، إذ تُشكِّل زراعة هذه الألغام عائقاً كبيراً أمام عودة المواطنين إلى مناطقهم المحررة، وكذا تنقلاتهم وأسرهم في حال العودة إلى ديارهم.

وكان المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن "مسام" قد أعلن أنَّ الفرق الميدانية التابعة له نزعت 1329 لغماً وذخيرةً غير منفجرة خلال الأسبوع الثالث من شهر مايو الحالي، مُوزَّعةً ما بين 586 لغماً مضاداً للدبابات، و44 لغماً مضاداً للأفراد، و676 ذخيرةً غير منفجرة، و23 عبوةً ناسفة.

ونشر "مسام" عبر موقعه، أنَّ مجموع ما تمّ نزعه من الألغام منذ بداية الشهر وحتى السادس عشر من شهر مايو الحالي بلغ 8149 لغماً، وعلى مدى سنة منذ بداية المشروع استطاع نزع 71 ألفاً و868 لغماً.

السعودية نفسها كانت قد دعت مؤخراً، المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته باتخاذ موقف حازم مع مليشيا، على استهدافها المناطق الحيوية المأهولة بالسكان عبر الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة على مدن المملكة، الذي يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والإنساني ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

تحدث كل هذه الانتهاكات والعالم صامت، يلتزم صمتاً مريباً يتيح الفرصة للمليشيات لتواصل الفتك بحياة المدنيين، دون وازع يردعها.