خطة العيد الحزين.. حربٌ حوثية متعددة الجبهات تُفاقِم المأساة الإنسانية

الخميس 30 مايو 2019 20:00:02
خطة العيد الحزين.. حربٌ "حوثية" متعددة الجبهات تُفاقِم المأساة الإنسانية

يُمثّل ملف الاقتصاد والعمل على تأزيمه بشتى السبل الممكنة، أحد أهم الأسلحة في قبضة مليشيا الحوثي الانقلابية التي تحاول استغلال هذا الملف، من أجل تصعيد الأزمة وإطالة أمدها بشكل كبير.

المليشيات الحوثية في صنعاء وعموم مناطق سيطرتها تكثّف في هذه الأثناء، من حملاتها القمعية لاستهداف المواطنين وابتزاز المحلات التجارية، وذلك على الرغم من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يتمثل أحد أهم إجراءاتها في توقف رواتب الموظفين الحكوميين منذ نحو 32 شهراً.

وتقوم المليشيات بالمضاربة بالعملة (الريال) في مسعى منها لإعادة انهيارها، في مسعى لجرجرة الاقتصاد الكلي للتهاوي الكلي.

مصادر في صنعاء أبلغت صحيفة "الشرق الأوسط" أنَّ مليشيا الحوثي نشرت فرقاً للجباية من المواطنين لإرغامهم على دفع زكاة الفطر وزكاة الأموال لمصلحة الهيئة العامة للزكاة التي أنشأتها المليشيات بموجب أوامر من زعيمها عبد الملك الحوثي.

وألزمت المليشيات، عقال الحارات ومسؤولي الأحياء بعدم صرف أنابيب غاز الطهي إلا بعد إبراز سند القبض الذي يفيد دفعهم للزكاة، كما ألزمت ملاك محطات بيع الوقود بعدم تعبئة البنزين إلا بعد إبراز السند.

كذلك استبقت المليشيات في مختلف مناطق سيطرتها، حلول عيد الفطر المبارك بإحداث أزمة في وقود السيارات في مسعى منها لرفع أسعار الوقود على الرغم من استمرار تدفق الكميات الواصلة عبر ميناء الحديدة.

وتقول مصادر إنَّ المليشيات الحوثية تصادر الأموال من ملاك المحلات وكبار التجار وتقوم بتوزيعها على عناصرها مجدداً، أو تهريبها إلى مناطق سيطرة الحكومة والمضاربة بها في سوق العملة وشراء العملات الأجنبية.

وتتجاهل الجماعة الموالية لإيران الظروف المعيشية الصعبة للسكان، كما تتجاهل النداءات المتكررة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بخصوص اتساع رقعة الفقر والعوز وحاجة نحو 20 مليون يمني إلى المساعدات.

وتسخِّر المليشيات الحوثية موارد المؤسسات وأموال الجباية لإثراء قادتها الطائفيين ودفع رواتب المقاتلين في صفوفها إلى جانب شراء الأسلحة المهربة عبر البحر الأحمر، وترفض دفع رواتب الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتها.

وعلى الرغم من حجم التدخل الإنساني للمنظمات الدولية في مناطق سيطرة الحوثيين، إلا أنَّ أغلب المساعدات بشهادة المنظمات نفسها تضل طريقها إلى المحتاجين وتذهب إلى عناصر المليشيات وأتباعها.

وأفاد عاملون في العمل الإنساني في صنعاء بأنّ المليشيات أقدمت مؤخراً على إغلاق عدد من الأفران الخيرية التي تساهم في إطعام مئات الأسر في العاصمة، تحت ذريعة امتناع المخابز عن دفع الزكاة.