قمم مكة .. كيف تستأصل السرطان الحوثي - الإيراني؟
الخميس 30 مايو 2019 22:50:11
تتوجَّه الأنظار إلى مدينة مكة المكرمة، حيث تعقد قمم "عربية وخليجية وإسلامية"، دعى إليهما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ لمواجهة التهديدات الراهنة، يتعلق الجانب الرئيسي فيها بمواجهة الخطر الإيراني وذراعها "الإرهابية" مليشيا الحوثي الانقلابية.
القمم التي تُعقَد رداً على هجمات حوثية استهدفت مناطق حيوية ومدنية في قلب السعودية، تحمل رسالة واضحة وصريحة، مفادها أنه لا يمكن السكوت على تهديدات إيران لأمن المنطقة والخليج العربي بشكل خاص، ما يعكس التوجُّه نحو إيجاد موقف موحد، بات ضرورة ملحة لمواجهة كل هذه التحديات.
الدعوة العاجلة التي وجّهها الملك سلمان تكشف أنّ المنطقة قد فاض بها الكيل من ذلك السرطان الحوثي، وبات العمل ملحاً على إحداث نقلة نوعية في أطار المواجهة سواء سياسياً أو حتى عسكرياً.
ولا شك أنّ هذه التحركات تشكل ضغطاً سياسياً مهماً ليس فقط على المليشيات الحوثية بل أيضاً على الحاضنة الإيرانية لها، ما يُضيِّق الخناق على هذا المحور الشرير، ويستأصل هذا الورم الخبيث من الجسد العربي النازف.
الضغط السياسي العربي - الخليجي سيعمل كذلك على مزيد من التعرية للجرائم الحوثية والدعم الإيراني سيئ السمعة لها، لعل ذلك يحدث قدراً من التغيير في التعاطي الأممي مع ملف اليمن الشائك، على النحو الذي يقي ملايين الناس من عدوان حوثي، طال الأخضر واليابس.
وفي هذا السياق تقول الأكاديمية المصرية نهى أبو بكر في تصريحات لصحيفة "الاتحاد"، إنّ قمم مكة تمثل بداية انطلاق لتوحيد المنطقة ضد التهديدات الإيرانية، وحداً فاصلاً للدول الموجودة في القمة والخارجة عنها، خاصة مع إصرار المملكة العربية السعودية على تقديم دعوات لجميع الدول بما فيها قطر كفرصة أخيرة لها للعودة للصف العربي مرة أخرى.
وأضافت أنَّ القمة من المقرر أن تكون بمثابة مرجع للقوى الدولية والتحرك بناء على القرارات الصادرة عنها، وبخاصةً مع القرارات التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية بالفعل إزاء الاعتداءات المتكررة من إيران وحلفائها في المنطقة.
من جانبه، كشف الباحث أسامة غيث، عن أنَّ القمم الثلاث من المتوقع أن تنتجان العديد من القرارات الهامة والجماعية إزاء التعديات الخطرة التي تنفذها مليشيا الحوثي الانقلابية بدعم من إيران، مشيراً إلى أن اتخاذ قرار جماعي بمقاطعة إيران سيكون بمثابة القرار الأول، في محاولة لجمع الشمل بين الدول العربية بدليل دعوة قطر للقمة.
كما اعتبر الأكاديمي المصري طارق فهمي أنَّ الحشد السعودي سيظهر مدى قوة السعودية في محيطها الإقليمي والعربي، متوقعاً نجاح القمم لا سيّما لأمور متعلقة بالموقف الدولي إزاء إيران، بالإضافة إلى التقارب الشديد بين دول السعودية والإمارات ومصر باعتبارها الدول الأكبر في المنطقة، وبالتالي توافقهم يعني نجاحاً للقمة وتوصياتها المفترض أن تكون موجهة ضد إيران وتهدف للحفاظ على الأمن القومي العربي.