جنود الأحمر في جيش الحوثي.. القوات الجنوبية تفضح جرائم الجنرال
لم تقتصر البطولات التي تقدّمها القوات الجنوبية في جبهة الضالع على تلقين مليشيا الحوثي، لكنّها فضحت في الوقت نفسه تحالفاً بات يوصف على قطاع واسع بأنّه "شيطاني" بين الانقلابيين وحزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية).
مصادر "المشهد العربي" كشفت أنّ القوات الجنوبية أسرت عدداً من عناصر الإصلاح المنسوبين إلى قوات الجيش والموالين مباشرةً إلى نائب الرئيس علي محسن الأحمر، ويقاتلون إلى صفوف مليشيا الحوثي في جبهة الضالع.
المصادر أكّدت أنَّ هذه العناصر تخضع بشكل مباشر لنفوذ وتعليمات الجنرال الإخواني النافذ في الشرعية، وتبيّن أنّ أغلبهم من محافظتي مأرب وتعز، واتضح كذلك أنّهم مُسجَّلون جميعاً في مناطق عسكرية تابعة لجيش الشرعية.
أثارت هذه الواقعة الكثير من الغضب، وفتحت الباب أمام تساؤلات قديمة متجددة بشأن علاقة مريبة وفاضحة بين حزب الإصلاح ومليشيا الحوثي، وتتعلق هذه العلاقة بقيادات إخوانية نافذة في الحكومة، تطعن التحالف العربي من الخلف، وتمنح الحوثيين سيطرةً على بعض المناطق الاستراتيجية.
وفي الوقت الذي يفترض فيه أن يحشد الأحمر قواته من أجل محاربة الحوثيين باعتباره عنصراً مهماً في الشرعية، فإنّ الجنرال - المتورط بحكم اتهامات وتقارير في قضايا إرهاب وفساد - يطعن التحالف من الخلف عبر الزج بعناصره للقتال إلى جانب الحوثيين.
وكثيرةٌ هي الأدلة التي فضحت هذا التحالف الحوثي الإخواني الذي تتمدّد أواصره وتتكشف فضائحه يوماً بعد يوم.
ورصد "المشهد العربي" قبل أيام، ما تردَّد عن تجهيز حزب الإصلاح لصفقة أسلحة أغلبها ذخائر في تعز، لبيعها للحوثيين.
مصادر مطلعة كشفت في هذا الصدد أنّ إتمام هذه الصفقة سيكون عبر افتعال حرب وهمية، يتم التصوير بأنّها اندلعت بين الحوثي الإصلاح في جبهة كلابة، إلا أنه سيتم بيع الأسلحة للانقلابيين.
فيما يتعلق بعمليات التهريب، يُنظر إلى الجنرال الأحمر بأنّه "رأس الأفعى" التي حقّقت أرباحاً خياليةً من وراء جرائم تهريب الأسلحة، فالرجل يتستر تحت غطاء الشرعية، في وقتٍ تورّط في الكثير من عمليات تهريب الأسلحة إلى المليشيات الحوثية التي يُفترض أن يعاديها باعتباره الذراع اليمنى للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وشكّل الأحمر تكتلات عسكرية تحت لواء "الشرعية" لاستئناف جرائم التهريب والمخدرات والإرهاب التي كان يستفيد منها.
معلومات تهريب الأسلحة جاءت بعد يومٍ واحدٍ فقط من العثور على جثث مقاتلين بحوزتهم هويات حزب الإصلاح في منطقة البقع بمحافظة صعدة "معقل الحوثيين" وذلك بعد تحريرها، ما أعاد الحديث عن فضائح العلاقات سيئة السمعة بين المليشيات الإخوانية ومثيلتها الحوثية.
العلاقة التي توصف بـ"الشيطانية التآمرية" بين الإخوان والحوثيين تقوم على تقارب مصالح بين الجانبين، تهدف في المقام الأول إلى إنهاك الجيش والتحالف العربي، لكن من غير المستبعد أن تندلع بينهما صدامات في وقتٍ لاحق عندما تحين فرصة مصادرة سلطة أو استئثار بدائرة صناعة قرار.
جرائم الإصلاح، لا سيّما عبر قادته النافذين في الشرعية، تضع الكثير من علامات الاستفهام حول دور الحكومة التي ربما تستفيد من إبقاء الوضع الراهن على شكله المعقد، دون أن تثبت صدق نواياها في حلحلة الأزمة، ويضاف إلى ذلك الأخطاء التي وقعت فيها الحكومة وتسبّبت في تأزيم المشهد، لا سيّما على الصعيد الاقتصادي.
وكان منصور الأكحلي قائد شرطة تعز قد كشف قبل فترة، هذا التحالف سيئ السمعة بين الحوثي والإصلاح، عندما أعلن عدم ملاحقة غزوان المخلافي قائلاً: "(هو) هاربٌ في مناطق متاخمة للانقلابيين، وعندما تتم مداهمة هذه المنطقة لا شك أنّنا لن نشتبك مع غزوان كشخص وإنما سنشتبك أيضاً مع الانقلابيين وقد نُحدث معركة ليس لها مبرر".