اعتراف إيران بدعم الحوثيين.. رد شيطاني على قمم مكة
السبت 1 يونيو 2019 20:16:25
بعدما دأبت إيران على إنكار دعمها مالياً وعسكرياً لمليشيا الحوثي الانقلابية، صدر اعتراف لافت من قِبل الحرس الثوري، تزامن مع الحراك الدبلوماسي غير المسبوق في مكة المكرمة ضد سياسات طهران، ما حمل الكثير من الدلالات.
الحرس الثوري اعترف مؤخراً بدعم المليشيات الحوثية بالأسلحة والمعدات واعتبر ذلك فرضاً عليه.
وقال نائب قائد الحرس الثوري على فدوي، في مقابلة تلفزيونية: "إيران تدعم الحوثيين في اليمن بكل ما تستطيع.. ما يمنع إرسال قوات إيرانية إلى اليمن كما يحصل في سوريا، هو الحصار المفروض على اليمن".
وأضاف: "مساعدة الحوثيين بكل الطرق فرض علينا، وفقًا للقرآن (حسب تعبيره)، وإننا نقوم بهذا الواجب".
تزامن اعتراف المسؤول الإيراني البارز مع إعلان التحالف العربي على لسان المتحدث باسمه العقيد تركي المالكي بأنّ عدداً كبيراً من الصواريخ التي بحوزة المليشيات الحوثية، مصدرها الحرس الثوري الإيراني.
وأضاف المالكي في مؤتمر صحفي، أنَّ التدخُّل الإيراني في اليمن يُشكّل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن، مشيراً إلى أنّ الحوثيين هم أول مليشيات في العالم تمتلك صواريخ باليستية.
وأوضح أنّ أشكال التدخل الإيراني تتلخص بالصواريخ والطائرات المسيرة والزوارق، وقال: "تزويد إيران الحوثيين بالصواريخ والمال، يطيل العمليات العسكرية (..) هذه الحرب فُرضت على دول الخليج ولم تكن خياراً.. وبعض الأسلحة توجد عليها صور بشار الأسد، ويتم تهريبها من الضاحية الجنوبية في لبنان".
وأكد المالكي أنَّ إيران تسعى عبر أذرعها في اليمن إيجاد موطئ قدم في مضيق باب المندب، مشيراً إلى أنَّ الجهد العسكري يهدف إلى وقف التهديدات الإيرانية للمنطقة.
وفي المؤتمر الصحفي، عرض المالكي صوراً لصواريخ إيرانية الصنع، أطلقتها مليشيا الحوثي على السعودية، كما عرض صوراً لمصادرة أسلحة مُرسلة من إيران وحزب الله للحوثيين، وكذلك خريطة لمجال الصواريخ الباليستية التي يطلقها الحوثيون.
الاعتراف الإيراني بدا وكأنه مقصودٌ في تزامنه مع القمم الثلاث (العربية - الخليجية - الإسلامية) التي عُقدت في مدينة مكة المكرمة، وتصدرتها التحديات التي تواجه المنطقة، وفي مقدمتها المليشيات الإرهابية الموالية لإيران، وعلى رأسها الحوثيون.
وحاول الحرس الثوري، الظهور بمشهد "القوي" الذي لا يأبه بالضغوط، إلا أنّ واقع الأمر يشير إلى غير ذلك، فالاصطفاف الخليجي والعربي والإسلامي خلف السعودية والإمارات ودعمهما في مواجهة التحديات الراهنة، يمثل عامل ضغط كبيراً على طهران.
وعملت القمم الثلاث، على فضح الدور الذي تلعبه إيران في دعم هذه المليشيات ومدى التهديد الكبير الذي تتسبَّب فيه ليس فقط للمنطقة ولكن للعالم أجمع.