فقدان السيطرة على مشرفي الحوثي.. فوضى داخلية أم تبرير لجرائمهم؟

الأحد 2 يونيو 2019 20:36:07
فقدان السيطرة على مشرفي الحوثي.. فوضى داخلية أم تبرير لجرائمهم؟
نشر "المشهد العربي"، اليوم الأحد تقريرا صادما نقلا عن قيادي حوثي أكد فيه عدم قدرة جماعته السيطرة على المشرفين الأمنيين التابعين لها، والحد من الانتهاكات التي يمارسونها بحق المواطنين، وهو ما يعني أن هناك أما حالة من الفوضى الداخلية التي تضرب المليشيات التي تتلقى هزائم متتالية في جبهة الضالع، أو أن ذلك يأتي في إطار تبرير جرائمهم.

بالنظر إلى السبب الأول والذي يرتبط بالفوضى فهو أمر أضحى واضحا للجميع في ظل حالة الصراع الداخلي على المناصب وتفاقم الخلاف بين المشاط و محمد علي الحوثي، وأن ما يدعمها أيضا الخسائر المتتالية التي تواجهها مليشيا الحوثي في معركة الضالع، وفقدانها عدد كبير من قياداتها العسكريين البارزين وهو ما يؤثر على قرارات إداراتها للمناطق التي تسيطر عليها.

وأشارت مصادر مطلعة في صنعاء تزايد حدة الصراع على النفوذ وانتقاله إلى مستويات عليا داخل جماعة الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، وأشار إلى أن الاتهامات والحملات الإعلامية المتبادلة بين أعضاء في ما يسمى بـ"المجلس السياسي" الانقلابي و"اللجنة الحوثية" التي يقودها محمد الحوثي مؤخرا، تشكل أحد مؤشرات ومظاهر خروج الصراع إلى الإعلام والفضاء العام بعد أن ظلت الجماعة لسنوات تحرص على عدم خروجه.

ويوم الثلاثاء الماضي قُتل قائد فرقة الاقتحامات الحوثية "عبد الإله على محمد المقداد" وعدد من مرافقيه، أثناء محاولتهم التسلل شمال محافظة الضالع، وأكدت مصادر عسكرية أن المقداد ومرافقيه قتلوا أثناء محاولتهم التسلل باتجاه مواقع القوات الجنوبية فى جبل صامح شمال الضالع.

أما السبب الثاني والذي يرتبط بتبرير جرائمهم فهو أمر تعتاد عليه مليشيا الحوثي في غالبية الجرائم التي تقدم عليها، فهي تحاول أن تظهر بريئة من الانتهاكات التي تقع في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وبالتالي فإن الحديث عن فقدان السيطرة على المشرفين هو أمر كاذب بالأساس لأن العناصر الانقلابية تتحكم في العناصر التابعة لها.
وكان قيادي حوثي قد اعترف بعدم قدرة جماعته السيطرة على المشرفين الأمنيين التابعين لها، والحد من الانتهاكات التي يمارسونها بحق المواطنين .

وقالت مصادر محلية في محافظة إب لـ "المشهد العربي" إن القيادي الحوثي صالح حاجب المشرف الحوثي على محافظة إب المعين من المليشيا وكيلا لمحافظة إب لشؤون الدفاع والأمن اجتمع مساء أمس الأول مع مشايخ موالين للحوثيين، من أبناء منطقة العود، والذين شكوا له تعرض المواطنين في منطقة العود للانتهاكات المستمرة من قبل المشرفين، ومخالفتهم للاتفاقات السابقة قبل دخول الحوثيين للمنطقة .

وأضافت المصادر أن مشايخ العود طالبوا الحوثيين بالإيفاء بوعودهم وإطلاق 40 معتقلا من أبناء المنطقة، وتسليم خمس جثث بالإضافة إلى الخروج من المنازل التي احتلتها المليشيا في مناطقهم، غير أن القيادي الحوثي رد عليهم أن جماعته لم تعد تستطيع السيطرة على المشرفين الأمنيين، مبررا ذلك بأوضاع الحرب .

وكانت مليشيا الحوثي قد أعطت وعودا لمشايخ ووجهاء المنطقة بالعفو العام على الجميع ، قبل دخولهم إلى منطقة العود , غير أنها شنت حملات اعتقال ودهم ونهب للمنازل ، ومازالت تحتفظ بجثث خمسة من المقاتلين القبليين ورفضت تسليمها. 
وتمارس مليشيا الحوثي قمعا بحق أبناء العود بعد المقاومة المسلحة التي خاضها أبناء المنطقة ضد الحوثيين .

وخلال الشهر الماضي، شكا عدد من النازحين والمحتاجين، في محافظة إب (وسط اليمن) من قيام أحد المشرفين من ميليشيات الحوثي بمصادرة حصصهم من المعونات الإنسانية والاعتداء عليهم.

وقال سكان محليون، إن مشرف الحوثيين في أحد بلدات مديرية مذيخرة، جنوب غرب إب، ويُدعى "عبدالله النهاري" احتجز بعض المساعدات الإغاثية وصادر كميات كبيرة منها.

وأفادوا في تصريحات صحفية بأن "النهاري يقوم بالاستيلاء على المساعدات عن طريق تسجيل نفسه وأولاده وزوجات أولاده، مما يؤدي إلى استحواذه على أكبر كمية من المساعدات، وحرمان الآخرين الذين يعانون من فاقة الجوع والفقر".

ووثق راصدون محليون قيام قيادات حوثية في محافظة إب الخاضعة لسلطاتهم، بنهب ومصادرة كميات كبيرة من المعونات الإنسانية وبيعها لتجار محليين وفي أسواق سوداء، وهي الجرائم التي أكدتها تقارير أممية آخرها تقرير برنامج الغذاء العالمي.