حضور صامت.. ماذا يعني خفوت هادي في قمم مكة؟
الأحد 2 يونيو 2019 22:39:00
كانت القمم الثلاثة التي عقدت بمكة المكرمة كاشفة عن خفوت دور الرئيس عبدربه منصور هادي، والذي سجل حضورا صامتا في تلك القمم، في وقت حاولت بعض وسائل الإعلام المحسوبة على الشرعية إبراز كلمة لم يشاهدها أحد خلال قمة المؤتمر الإسلامي، ولكن بعض النظر عن وجود الكلمة من عدمه فإن خفوت حضور الرئيس اليمني أضحى واضحا أمام الجميع.
وتسبب ارتماء الرئيس هادي في أحضان حزب الإصلاح وإقدام الميلشيات التابعة للإخوان على اتخاذ مواقف تهدف في مجملها لخدمة العناصر الانقلابية وخيانة التحالف العربي في إضعاف موقفه وعدم التعويل على اتخاذه مواقف من الممكن أن تحسن من موقف الشرعية على أرض الواقع، ما يشي بقرب انتهاء دوره.
ويذهب البعض للتأكيد على أن المملكة العربية السعودية على وجه التحديد ودول التحالف العربي عامة، ترى أن الشرعية بشكلها الحالي أضحت غير مهيأة للعب أدوار سياسية وعسكرية على الساحة اليمنية وأنه حان الوقت لتصحيح مسارها وأن الحل الوحيد لذلك لن يكون سوى من خلال تغيير الأشخاص بما ينعكس على السياسيات بشكل عام.
وخلال الأيام الماضية خرجت تصريحات من دوائر نافدة بالتحالف العربي تحدثت عن حالة عامة من عدم الرضا عن الدور العسكري والدبلوماسي والسياسي الذي تقوم به الشرعية، لكن هادي لم يحرك ساكنا تجاه تلك التصريحات ما برهن على عدم سيطرته على أذرع نافذة داخل الشرعية، وكذلك ارتمائه في أحضان قيادات نافذين تابعين للإخوان على رأسهم نائبه الخائن علي محسن الأحمر.
ويؤكد مراقبون أن الرئيس عبدربه منصور هادي، لم يسجل أي حضور له خلال قمم مكة، وكلمته الخطابية التي كان قد أعدها مكتبه، ألغيت من برنامج "حديث الزعماء والملوك في قمة مكة الاستثنائية" والتي خصصت لمناقشة التهديدات الإيرانية للمنطقة.
وأثار تجاهل هادي في قمم مكة الاستثنائية، حالة من الجدل حول "لماذا لم تسمح السعودية التي ترأست القمة، ان يلقي هادي خطابا اسوة ببقية زعماء العرب"، ما اعتبره البعض رسالة من المملكة العربية السعودية إلى هادي، بأنها لم تعد في حاجته إليه.
ويذهب البعض للتأكيد على أن أهمية الرئيس هادي وخفوت نجمه على الساحة الدولية بداية النهاية لإزاحة الرجُــل من المشهد أو تحجم دوره، وأن ذلك ظهر من خلال انخفاض معدلات ظهوره بشكل عام وبقائه في الرياض صامتا من دون أن يكون مؤثرا على الساحة الداخلية اليمنية.
وبالرغم من أن قمم مكة الاستثنائية هدفت بشكل أساسي لتضييق الخناق على إيران والحوثي بالمنطقة فإن البيانات الختامية لم تشر بشكل مباشر إلى الشرعية ولم تتحدث عن أدوارها في تلك المواجهة باستثناء البيان الختامي لقمة منظمة التعاون الإسلامي، والذي حمل عبارة وحيدة فضفاضة تحدثت عن "دعم الشرعية الدستورية في اليمن ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي".
وسخر الشاعر عبدالله الجعيدي، من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بسبب عدم إلقاءه كلمة خلال فعاليات قمة مكة، مشيرا إلى أن حلفائه اليمنيين دفعوه لمواجهة المجتمع الدولي قائلا: "الرئيس الإنتقالي عبدربه منصور هادي لم يسجل أي حضور له في قمة مكة الاستثنائية وكلمته التي كان قد أعدها مكتبه ألغيت من برنامج حديث الزعماء والملوك في تلك القمة والتي خصصت لمناقشة التهديدات الإيرانية للمنطقة".