عيد اليمنيين الحقيقي لم يأتي بعد

الثلاثاء 4 يونيو 2019 19:06:14
عيد اليمنيين الحقيقي لم يأتي بعد

رأي المشهد العربي

فرحة العيد تبدو منقوصة لدى العديد من اليمنيين الذين يعانون أوضاعا إنسانية واجتماعية واقتصادية صعبة، في وقت لا تتوقف جرائم مليشيا الحوثي حتى في الأيام التي من يبحث فيها المواطنين عن الفرحة، كما أن أوضاع بلادهم تبقى من دون حل في ظل اختلال موازين المجتمع الدولي وخيانة أطراف داخلية عديدة وضعف حكومي لم يسبق له مثيل.

إذا سـألنا معظم المواطنين الذين نزلوا إلى الشوارع والطرقات في أول أيام عيد الفطر عن إحساسهم بأن هناك عيد من الأساس فإن الإجابة ستكون بالتأكيد "أن الفرحة قد سُرقت وأن عيدهم الحقيقي لم يأتي بعد"، بل أن الجميع يدرك تماما أن لا أمل في فرحة قريبة طالما أن الأوضاع الداخلية تسير وفقا للمعطيات الحالية فهناك حكومة متخاذلة وقوات جيش لا تقوم بمهمتها الأساسية في حماية البلاد ومليشيات تعيث فسادا بالبلاد.

الجميع يعي جيدا أن فرحة العيد الحقيقية حينما تتطهر حكومة الشرعية من سموم الإصلاح التي توجه بوصلتها باتجاه خدمة مليشيا الحوثي الانقلابية، وأن ضحكتهم الصافية لن تأتي قبل محاسبة كل شخص خان الأمانة ولم يعمل لصالح استعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب الحوثي، والعيد الحقيقي لهؤلاء المواطنين الذين تعرضوا لأبشع أنواع الظلم والهوان ستأتي يوم أن يروا قياداتهم الخائنة أمام قضاء عادل يتولى مصيرهم.

فرحة العيد الحقيقية ستكون حاضرة حينما تكون هناك أهداف واضحة ومحددة لحكومة الشرعية تسعى لتنفيذها بدلا من سياسية توزيع الغنائم التي تقوم بها حاليا لضمان بقاءها أطول فترة ممكنة بالسلطة، الفرحة الحقيقة تكون حينما يتطهر الفساد ويتوافق الجميع على الخطر الذي يلاحق البلاد، وتكون هناك يد قوية تثبت للمجتمع الدولي أن هناك قوة لا بد أن يضعها في الحسبان.

أيضا فرحة العيد الحقيقة ستكون حاضرة حينما تتطهر جميع محافظات الجنوب من مليشيات الإصلاح، وحينما تنجح القوات الجنوبية في إنهاء أي خطر للتنظيمات الإرهابية التي تحاول أن تبقى الجنوب من دون استقرار، العيد الحقيقي سيكون حينما يتحقق أمل كل جنوبي في استعادة دولته.

لا يختلف أحد على أن العيد الحقيقي لليمنيين يوم يتخلصوا من محاور الشر الثلاثة (الحوثي والإصلاح والجماعات الإرهابية)، فذلك سيكون البداية الحقيقة لرخاء طال انتظاره، ومقدمة لعودة منتظرة إلى ملايين المشردين داخل اليمن وخارجه، والذين يتشوقون في كل عيد للعودة إلى بلدهم واستعادة أزمان مضت كانت الفرحة حقيقية في أوجه الجميع.