إرهاب الإصلاح.. تصريحات المحافظ المقال والجرح الذي لا يُضمد

الأربعاء 5 يونيو 2019 19:00:32
إرهاب "الإصلاح".. تصريحات المحافظ المقال والجرح الذي لا يُضمد

رأي المشهد العربي

أعادت تصريحات محافظ تعز السابق أمين محمود عن الدور الذي يلعبه حزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية، الحديث عن عملية الاستئصال المتأخرة التي حان آوانها منذ زمن بعيد ولم تتحقّق بعد.

المحافظ الذي أقيل من منصبه في ديسمبر الماضي، وتُشتم رائحة دور "الإصلاح" في هذا القرار، قال إنّ سياسات الإخوان في تعز تخدم مليشيا الحوثي الانقلابية، وكشف عن تورُّط حزب الجماعة الإرهابية في إحراق منزله بالإضافة إلى منازل بعض أقاربه في عملية حملت طابعاً انتقامياً.

"محمود" كشف عن الوجه الداعشي في سياسات الإصلاح، قائلًا: "لقد حاولوا إلباس هذا العمل الإجرامي الجبان صيغة جنائية، وبطريقة غبية ساذجة افتعلوا شجاراً مع أحد أقاربي، وهاجموه في منزله وأصابوه، وبالرغم من إصابته سلّم نفسه لإدارة الأمن، فقاموا باقتحام مقر الإدارة وقتلوه بطريقة داعشية، واتّخذوا من هذا الحادث مبرّراً للهجوم على منزلي واقتحامه ونهبه وإحراقه وبعد ذلك قاموا بشن هجوم على المنطقة وقتلوا وجرحوا العديد من السكان".

تصريحات المحافظ السابق أعادت الحديث عن تلك الجراح المسكوت عن ضمادها، عن ذلك العبث الذي فاق كل حد، عن ذلك الطرف الراقص على كل الحبال، عن ذلك الإرهاب ذي الوجه المتخفي، وكل هذا يتمثّل في سياسات حزب الإصلاح.

وإذا كانت المرحلة الماضية قد شهدت حراكاً ربما يكون غير مسبوق ضد مليشيا الحوثي المرتمية في الحضن الإيراني، فإنّه في الوقت نفسه يتوجّب التصدي للعبث الإخواني متمثلاً في حزب الإصلاح الذي لا يقل خطراً عن إرهاب الانقلابيين، بل تحالف الطرفان ليُشكّلا مزيجاً من التطرّف، يدفع ملايين اليمنيين أثماناً فادحة من جرَّائمه.

وقد بلغت العلاقة "سيئة السُمعة" بين مليشيا الحوثي وحزب الإصلاح محطة جديدة من الغزل، لتواصل الجماعتان الطريق نحو مزيدٍ من القتل، وكثيرٍ من العنف والإرهاب.

عضو المكتب السياسي لمليشيا الحوثي محمد البخيتي قال في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "قضيتنا وقضية الإخوان المسلمين قضية واحدة، والتحديات التي تواجهنا واحدة وكبيرة ويفترض أن نكون في خندق واحد".

في الوقت نفسه، وفيما بدا أن يكون مقصوداً في تزامنه وسياقه ومضمونه، رحّب محمد عبدالقدوس المسؤول بوكالة "سبأ" التي يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء، بالتقارب مع حزب الإصلاح؛ وقال: "نرحب بأي تقارب مع الإصلاح"، مادحاً في كوادر الجماعة ومثنيًا على مواقفها بالوقوف بجانب الحوثيين.

التقارب مع الحوثيين يفضح سياسات إخوانية متكررة في تجارب دول مختلفة، فالجماعة (المصنفة إرهابية) يُقال إنّها تُجيد الرقص على كل الحبال، تارةً بين دعم الحوثيين وأخرى بإدعاء الوقوف في صف التحالف العربي ضد المليشيات الانقلابية.

وإذا كان العبث الحوثي يطيل أمد الحرب القائمة منذ صيف 2014، فإنّ السياسات والممارسات الإخوانية تسبَّبت هي الأخرى في مضاعفة الأزمة والمعاناة الإنسانية الناجمة عنها، وبات من اللازم العمل على استئصال الوجود الحوثي والشر الإخواني في آنٍ واحد.

ويسيطر "الإصلاح" على دوائر عديدة في مراكز صنع القرار الحكومي، متستراً بغطاء الشرعية بينما ينفّذ مصالحه وأجنداته ويعمل على تعزيز نفوذه بشكل متواصل، وهي سياسة إخوانية معتادة ليس فقط في اليمن لكن أيضاً في دول مختلفة، يشترك الوجود الإخواني في كلٍ منها على تحقيق مصالحها القائمة على أجندات إرهابية.