إرهاب الحوثي في عيد الفطر يغرق اليمن بـ الطائفية الإيرانية

مرّ "عيد فطر" هذا العام على هذا اليمن كما لم يمر غيره، إذ احتُفل به على مرتين، وشهد المزيد من التنكيل الإرهابي من قِبل المليشيات الانقلابية، ليكون شاهداً على المآسي الناجمة عن الحرب الحوثية.

صحيفة "البيان" رأت أنّ إعلان مليشيا الحوثي تأخير موعد عيد الفطر، يوماً عن إعلان الحكومة، ليزيد من مؤشرات التبعات الاجتماعية للانقلاب الحوثي، وبما ينذر بحالة خطرة من الانقسام الاجتماعي تحفر له مليشيا إيران بممارساتها الإجرامية والطائفية.

وكانت الحكومة قد أعلنت أنّ "الثلاثاء" أول أيام عيد الفطر بعد رؤية هلال شوال، خالفت المليشيات الحوثية هذا الأمر بإعلانها للعيد في اليوم التالي (أمس الأربعاء) عبر دار الافتاء الخاضعة لها.

وصدرت فتاوى مستنكرة لإعلان الحوثيين ذاك، من ضمنها فتوى الشيخ فضل بن عبدالله مراد، التي نصَّت على أن رؤية وزارة الأوقاف لازمة في عموم محافظات اليمن، بحسب الصحيفة.

وتوزَّعت على إثر ذلك المحافظات اليمنية إلى محافظات محررة احتفت بالعيد، ومحافظات استكملت صيام شهر رمضان لثلاثين يوماً ( المحافظات التي لازالت تحت احتلال المليشيات).

وأوضحت الصحيفة أنّها ليست هذه المرة الأولى التي يتفاوت فيها موعد العيد في اليمن، كما الحال في بعض الدول العربية التي لديها أقليات من مذاهب مختلفة، لكنّ الأمر مختلف بالنسبة لمليشيا الحوثي. 

ونقلت عن الصحفي سامي نعمان قوله: "لم تكن المليشيات لتهتم قبل عامين لتعلن أنه من شاء فليفطر ومن شاء فليصم، إلا أنها أصرت هذه المرة على اختبار سلطتها وسطوتها وتأثيرها على الناس دينياً".

وأضاف: "الأمر لم يكن بالنسبة لها مجرد إعلان للجهات المعنية أياً كانت، بل قامرت لتعتبره مرسوماً يعتد به لقياس مسألة التزام وطاعة للأخ الأكبر، الذي تحدث عنه جورج اورويل في رواية 1984، إذ العلاقة بينها وبين المحكومين المستكينين بسطوة الإرهاب في مناطق سيطرتها محكومة بالشك والريبة وانعدام الثقة المتبادلة".

وثار استياءٌ عارمٌ بسبب قرار المليشيات الانقلابية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وقام الحوثيون باعتقال المئات ممن خالفوا تعليماتها وألقت بهم في غياهب السجون، كما حشدت عناصرها برفقة عربات عسكرية أمام أبواب المساجد في صنعاء والجبانات لمنع السكان من أداء صلاة العيد، في بل وصل الأمر إلى إطلاق دعوات لقتل كل من يرفض إكمال الشهر الكريم.

وكشفت مصادر مطلعة أنّ عربات عسكرية حوثية أقدمت على مداهمة مسجد لجماعة البهرة الإسماعيلية في حي سعوان، بعد أن قرروا إحياء شعائر عيد الفطر وفق مذهبهم.

وندَّد العشرات من الناشطين في صنعاء بإجراءات المليشيات َلمتابعة المخالفين وضبطهم واقتيادهم إلى السجون وإغلاق المساجد التي تقيم صلاة العيد.