البطش الحوثي يغتال معالم الحياة.. الحديدة نموذجًا
يمثل "البطش الحوثي" أحد أهم الأسلحة الفتاكة في قبضة المليشيات الانقلابية، الذي يهدم معالم الحياة ويُفقِد المناطق الخاضعة لسيطرتها رونق الحياة.
الأعياد والمناسبات الدينية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين فقدت بريقها ورونقها الخاص، بفعل الممارسات القمعية التي تنفذها المليشيات بحق المواطنين والتضييق المستمر على حياتهم، وإمعانها في استخدام أعمال العنف والترهيب ضد كل مخالفيها فكرياً وسياسياً، ما جعل العيش تلك المناطق جحيماً لا يطاق.
صحيفة البيان ركّزت على مدينة الحديدة التي قالت إنّها تعتبر نموذجاً واضحاً يكشف إلى أي مدى وصل إرهاب مليشيا الحوثي، فالمدينة التي كانت يوماً قبلة للسياحة الداخلية بما تمتلكه من شواطئ ومتنزهات جميلة حولها الانقلابيون لما يشبه ثكنة عسكرية كبيرة وأغلقوا مداخلها بحقول الألغام والخنادق والأنفاق والخرسانات الإسمنتية وأقاموا نقاطاً أمنية على طول ساحل المدينة لمنع المواطنين من الوصول إلى الكورنيش.
وتنقل الصحيفة عن "منيرة، وهي من سكان مدينة الحديدة، تساؤلها عن عيد الفطر وفرحته التي سلبتها مليشيا الحوثي: "بأي حال عاد لنا عيد الفطر ونحن لم نستطع حتى التعبير عن فرحتنا به في أول أيامه واضطرتنا الميليشيا للبقاء في بيوتنا وتظاهرنا بالصوم خوفاً من ملاحقتها لكل من يحتفل بالعيد في غير اليوم الذي حددته هي مسبقاً، وفي حال فكرنا بالاحتفال فلا يوجد مكان نذهب إليه أصلاً، فكل المتنزهات مختطفة في حوزة المليشيات".
وأضاف: "كان لدينا في السابق منتجع حديدة لاند ومنتزه الربيع ومنتزه نصف القمر، وكان لدينا حدائق كثيرة للتنزه مثل حديقة أرض الأحلام وحديقة الشعب التي أصبحت إما معسكرات محظور الاقتراب منها وإما مقايل يجلس فيها عناصر الميليشيا ويمضغون القات بشكل مقزز ويتحرشون بالنساء".
وتابعت في حديثها للصحيفة: "بالنسبة للسواحل فقد كان عيدنا لا يكتمل إلا بالخروج إلى كورنيش الحديدة وساحل الكثيب، لكن من يقترب منه الآن أو يحاول دخوله فيعلم الله ما العقوبة التي ستلحقها به ميليشيا الحوثي أو سيفقد حياته بلغم من ألغامها، ولذلك نقول بأي حال عدت يا عيد ونحن مسجونون في مدينتنا ولا نستطيع ممارسة حياتنا والتعبير عن فرحتنا بالطريقة التي نريدها وفي المكان الذي نختاره".
وتعمل مليشيا الحوثي، في كل عيد، على إجهاض أي فرحة للأهالي، ضمن سياساتها الطائفية المتطرفة القائمة على صبغة إيرانية، تستهدف من خلال إطالة أمد الحرب.
المليشيات أجبرت سكان صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها على الصوم يوم إضافي مدعية أنّ الأربعاء هو أول أيام عيد الفطر، وذلك على خلاف ما أعلنته الحكومة من ثبوت رؤية الهلال وبالتالي اعتبار الثلاثاء هو أول أيام العيد.
تقارير رصدت استياءً عارماً أثير بسبب قرار المليشيات الانقلابية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، فيما لم يخف الكثيرون في صنعاء وإب والحديدة وتعز وذمار وعمران من المجاهرة بيوم عيدهم أمس رغم حملات القمع الحوثية.
المليشيات الإرهابية قابلت هذا الأمر من قِبل الأهالي، بأن اعتقلت المئات منهم وألقت بهم في غياهب السجون، كما حشدت عناصرها برفقة عربات عسكرية أمام أبواب المساجد في صنعاء والجبانات لمنع السكان من أداء صلاة العيد، في بل وصل الأمر إلى إطلاق دعوات لقتل كل من يرفض إكمال الشهر الكريم.