مآسٍ في رحلة المجهول.. المليشيات تحرق قلوب أهالي المختطفين
السبت 8 يونيو 2019 20:28:00
لا تتوقف جرائم مليشيا الحوثي عند التنكيل بمعارضيها والزج بهم في غياهب السجون، وارتكاب أبشع صنوف التعذيب ضدهم، بل وصل الأمر كذلك إلى حرمان أسر المعتقلين من زيارتهم والعمل العمل على معاناتهم بشتى السبل.
حلّ رمضان وولى، وجاء عيد الفطر وانتهى، فيما يقبع آلاف المختطفين والمخفيين قسراً في سجون المليشيات الحوثية، الذين تلقي بهم في معتقلات سرية، لا تختلف كثيراً عن مسالخ الموت.
في هذا السياق، كشفت رئيسة رابطة أمهات المختطفين أمة السلام الحاج بأنَّ عدد المختطفين والمخفيين قسرياً لدى مليشيا الحوثي بلغ حتى شهر مايو الماضي ثمانية آلاف مختطف، بينهم ١٢٢ امرأة و١٠١٥ حالة إخفاء قسري.
وأضافت حسبما نقلت عنها صحيفة الشرق الأوسط، أنَّ عدد الأفراد الذين تمَّ اختطافهم في حملات الاختطاف الجماعية والفردية خلال العام الجاري تجاوز 110 أشخاص، بينهم ثماني حالات من النساء، كما بلغ عدد الذين ماتوا بسبب التعذيب أو الإهمال الصحي 12 مختطفاً منذ بداية العام.
ويقول حقوقيون إنّ ممارسات مليشيا الحوثي من خطف وسجن وتعذيب تمثّل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والمواثيق والقوانين الدولية وتحدي المجتمع الدولي.
ويتم اختطاف الشخص دون مسوغ قانوني، وسجنه دون محاكمة وتعذيبه، كما تمنع المليشيات الحوثية أهالي المختطف من الزيارة.
في سياق متصل، روت "أم يحيى" شقيقة أحد المخفيين قسرياً حكايتها، قائلةً للصحيفة: "لم يعد لوالدي الطاعنين في السن أمل من الدنيا سوى أن يكحلا عينيهما برؤية فلذة كبدهما المختطف منذ أربع سنوات ولا يعلمان أين هو وهل ما يزال حيا وهل يا ترى سوف يريانه قبل أن يودعا الحياة أو أنه قد سبقهما إلى الدار الآخرة".
وأعربت عن حسرتها بسبب مصير أخوها المجهول ولحالة والديها، وأضافت: "يمر عيدٌ بعد عيد ويعود المغتربون الذين يعملون في المدن إلى أولادهم محملين بالهدايا وتعم الفرحة في البيوت إلا بيت أخي المختطف لم يتذوق سكانه الفرح وكل يوم تخطو أمي بعكازها إلى أقرب نافذة وتذرف دموع الوجع والقهر وتتذكر ماضي السنين عندما كان ابنها يصل إليها قبل أن يحل العيد".
وبحسب شهادات الأهالي، فإنّ المليشيات تتعمَّد إهانتهم أثناء الذهاب لزيارة المختطفين، حيث تتم معاملة الزائرين بامتهان دون احترام كبار السن، وفي الأغلب يتم منع الزيارات ومنع دخول الأكل والفواكه والملابس ويعود الأهالي بكل ما صنعوه وتكبَّدوا توفيره لذويهم.
وتبدأ معاناة الأهالي من البوابة الأولى للسجن إذ يجبرهم الحوثيون على وضع الأكل في أكياس بلاستيكية غير صحية، ثمَّ يعاد التفتيش في البوابة الثانية أو الداخلية للسجن وبعد انتظار لساعة أو ساعتين بالخارج قد يمنعون من الزيارة وفي حالة السماح يعاد التفتيش لكل شيء ويفتحون الأكياس من جديد ويستخدمون الأيدي في تقليب الطعام وهو ما يعرض الأكل للتلوث ويتلفون بعضه ويمنعون دخول البعض الآخر منه.
كثيرةٌ هي الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي ضد المختطفين والذين تزج بهم في السجون، حيث يتبع الانقلابيون أساليب ممنهجة في التعذيب، وقدّرت أعداد المتوفين بالعشرات، ويتم احتجاز جثثهم ثم مساومة الأهالى على دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل حصولهم على جثامين ذويهم..
كما تعج السجون الحوثية بالعديد من السيدات، وتقدّر مصادر حقوقية أنّ عدد المختطفات والمعتقلات في سجون المليشيات يبلغ أكثر من 180 امرأة، في حين يقدر عدد المعتقلات اللواتي تعرضن للتعذيب بـ55 امرأة ممن اعتقلن وأفرج عنهن، وما يزال نحو 120 امرأة يمنية يقبعن في سجون الحوثي ويتعرضن منذ أشهر للتعذيب والاستغلال.
وكانت رابطة أمهات المختطفين قد أعلنت أنّ 1442 شخصاً اختطفوا في مناطق سيطرة الانقلابيين، بينهم 114 امرأة، خلال العام 2018، وجاءت صنعاء بالمرتبة الأولى بـ401 حالة اختطاف بينها 109 نساء، تليها الحديدة بـ190 حالة، منها اختطاف امرأتين.
وتضمّن التقرير إحصائيات لانتهاكات مليشيا الحوثي العام الماضي بحق المئات من المختطفين والمخفيين قسراً داخل السجون وأماكن الاحتجاز، وأشار إلى بروز ظاهرة الاختطافات الجماعية خلال تلك الفترة، حيث رصدت الرابطة 33 حملة اختطاف واعتقال جماعية.