اختطاف صحافيي اليمن.. جريمة يقدم عليها الحوثي والإصلاح أيضا

الاثنين 10 يونيو 2019 21:02:21
اختطاف صحافيي اليمن.. جريمة يقدم عليها الحوثي والإصلاح أيضا
في الوقت الذي دفعت فيه بعض أذرع الشرعية بالصحافيين لتنظيم مظاهرة حاشدة في مأرب للمطالبة للإفراج عن زملائهم المختطفين في سجون مليشيا الحوثي، بعد مرور خمسة أعوام على اعتقالهم، كانت سجون الإصلاح السرية الموجودة في مأرب والتي يديرها أشخاص نافذين بالشرعية تشهد انتهاكات مماثلة بحق صحافيين أقدم الإصلاح على اعتقالهم لأهداف سياسية.
وتشير معلومات إلى أن جهاز الأمن السياسي في مأرب أقدم قبل ثلاثة أشهر على اعتقال الصحافي محمد المقري أحد أبناء محافظة إب، بالرغم من ولائه للشرعية، وكان اعتقاله نتيجة أغراض سياسية إذ جرى تحويله للنيابة من دون أن ثبتت عليه أي أدلة حقيقية بالفعل، لكن الإصلاح اختار أن يخبئه داخل سجونه.
ولعل ما يبرهن على جرائم ووحشية الإصلاح إن وسائل إعلام تتحدث باسها أشارت في تقارير عرضتها خلال شهر مارس الماضي، إن المقري تم اختطافه في حضرموت من قبل تنظيم القاعدة وأنه يواجه مصيرا غامضا، وذهبت وسائل الإعلام هذه للتأكيد على أن ذلك يأتي ضمن انتهاكات الحوثيين للصحافيين باليمن، بالرغم من مشاركتها في الجريمة ذاتها.
وأرد الإصلاح أن يبعد شبهة اختطاف الصحافيين لديه، فهو دائما ما يسوق لأنصاره أن يساند حرية الصحافة وأن الأطراف الأخرى هي بمفردها التي تستهدف قمعها، وأن كان يروج لتلك الحملات في أوساط المثقفين لتحسين صورته والعيش في دور الضحية.
ولا يتوقف الإصلاح عن إصدار بيانات خادعة تطالب الحوثي بالإفراج عن الصحافيين والتي كان آخرها، مطلع الشهر الماضي، بالتزامن مع اليوم العالمي للصحافة إذ طالب نقابة الصحفيين اليمنيين، واتحاد الصحفيين العرب، والاتحاد الدولي للصحفيين وكل المنظمات المهتمة بالحقوق الإنسانية وحرية الصحافة والإعلام إلى التحرك العاجل، لإنقاذ الصحفيين من بطش المليشيات، وسرعة إطلاقهم من معتقلات الحوثيين، في وقت يقوم هو بارتكاب نفس هذه الجرائم داخل سجونه.
وتؤكد مصادر أمنية أن المقري كان في مأرب وقت اختطافه وأنه خرج من منزل أحد القيادات لشراء علبة ماء، واختفى قبل ثلاثة أشهر ولم يعرف أحد مكانه إلا بعد خروج إحد الذين كانوا مسجونين معه وأعطاه المقري أرقام بعض أبناء إب من الناشطين وقال له يخبرهم انه معتقل في الأمن السياسي.
وخلال الأشهر الماضية، تداول ناشطون وثائق تتضمن انتهاكات عديدة أقدم عليها حزب الإصلاح في سجونه، كان على رأسها وثيقة للنائب العام علي الأعوش يطالب فيها التحقيق بجريمة مقتل النقيب ضيف الله هرشل في أحد سجون حزب الإصلاح في مأرب بتاريخ أكتوبر 2018.
وكشف توجيه النائب العام إلى رئيس نيابة الاستئناف بمحافظة مأرب، بالتحقيق وتشريح الجثة، في شكوى قدمتها أسرة هرشل بأن نجلها تعرض للتعذيب حتى الموت في إحدى المعتقلات السرية لحزب الإصلاح في مأرب.
وكشف الناشطون أن حزب الإصلاح من حينها يتجاهل توجيهات النائب العام وقائد المنطقة العكسرية الثالثة،ويستمر في اختطاف واعتقال كل معارضيه في سجون سرية دون أية ذنب ،و تمنع أسر المعتقلين من زيارة أبناءها.
كما اتهم ناشطون منظمات دولية وحقوقية مرتبطة بحزب الإصلاح بطمس وتجاهل الجرائم التي يتعرض لها المعتقلين والمخفيين قسرا في السجون السرية لحزب الإصلاح في مدينة مأرب.