التحالف يتدخل.. مخيمات النازحين في مواجهة السيول وفشل الشرعية
الاثنين 10 يونيو 2019 21:34:19
أعلنت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن عن تضرر أكثر من 3 ألاف أسرة جراء السيول والأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظات عدة، أمس الأول السبت، من دون أن يكون هناك تدخل عاجل من الشرعية التي أخذت موقف المتفرج، في ظل عدم إعدادها خطة متكاملة لمواجهة الأزمات الطبيعية، فيما كان التدخل من التحالف العربي ممثل بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات لإغاثة المنكوبين.
وقال تقرير أولي صادر عن الوحدة التنفيذية حول حجم أضرار سيول الأمطار الغزيرة، أن محافظة لحج تتصدر عدد الأسر المتضررة بـحولي ألف و 385 أسرة متضررة، تليها محافظة عدن بنحو ألف و 331 أسرة متضررة، ثم محافظة تعز بحوالي 315 أسرة متضررة، وجاءت محافظة حضرموت في المركز الرابع بنحو 35 أسرة متضررة.
وأشار التقرير إلى أن النازحين بحاجة ماسة إلى مواد غذائية وإيوائية، وحقائب صحية وأدوات تنظيف، بالإضافة إلى تجهيز عيادات طبية متنقلة للوقاية من الكوليرا، وتوفير دورات مياه ومياه شرب نظيفة لكل المخيمات.
وحذر التقرير، من حدوث كارثة بيئة، وتفشي الأمراض في المخيمات، بسبب تكدس القمامة وانتشار المياه الراكدة في حال عدم التدخل العاجل، كما ناشد التقرير، جميع المنظمات الإنسانية وشركاء العمل الإنساني بسرعة التدخل لتلبيه احتياجات النازحين، إذ أن كثير من الأسر تعيش في العراء حالياً.
فيما طالب نازحو مخيم صبر بمديرية تبن في محافظة لحج، السلطة المحلية بالمحافظة والمنظمات الداعمة إلى مساعدتهم من الوضع الكارثي التي سببته الأمطار دون المتاجرة بأوضاعهم الإنسانية لأجل مصالح سياسية أو شخصية.
ودعا النازحون تلك المنظمات بالسير على خطى الهلال الأحمر الإماراتي الذي يقدم المساعدات في صمت ودون ضجيج، مشيرين إلى أنهم يعانون من مياه الأمطار التي حطمت الخيام وحولتها إلى مستنقع غير صالح للعيش، بعدما اختلطت مياه المجاري بمياه الأمطار.
وأشاروا إلى أن المنظمات والسلطة المحلية بالمحافظة انشغلت بالتصوير ولم يقدموا ما يتوجب عليهم نحو النازحين والمتضررين من الأمطار، ولفتوا إلى أن المشاريع التي نفذتها بعض المنظمات في مخيم صبر كانت مشاريع فاشلة سواء كانت بالحمامات العامة أو الخيام المبنية، كما أنها أصبحت تشكل خطراً عليهم بعدما امتلأت أسقف الخيام بالمطر، إلى جانب اختلاط مياه الأمطار بالمجاري.
وتسببت مياه الأمطار والسيول في اقتلاع وتدمير مخيمات النازحين، في مديرية العبر بمحافظة حضرموت، أكدت مصادر محلية أن مخيمات لنازحين يبلغ عددهم، أكثر من 80 نازح من محافظة الجوف اُقتلعت ودُمرت جراء شدة الرياح والأمطار يوم أمس وأمس الأول .
وأضافت المصادر أن النازحين متواجدين في المخيمات، بوسط صحراء العبر منذ أكثر من 4 سنوات هربا من مليشيا الحوثي التي استولت على بيوتهم ومناطقهم ودمرتها.
ومن جانبها أطلقت دولة الإمارات، اليوم الاثنين، حملة استجابة عاجلة لإغاثة متضرري السيول التي شهدتها مؤخرا محافظتي عدن ولحج، وتتضمن الحملة تصريف وسحب مياه الأمطار من الشوارع والأحياء السكنية، وتقديم مساعدات إغاثية وإيوائية للنازحين في مخيماتهم .
وسارعت الفرق التطوعية الميدانية التابعة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالانتشار في مختلف مناطق عدن للإطلاع على مخلفات مياه الأمطار، التي تدفقت إلى بعض المساكن في مديرية كريتر، فيما تسببت الرياح القوية المصاحبة في سقوط عدد من أعمدة الكهرباء إضافة إلى تضرر شبه كلي لمخيم الرباط للنازحين في محافظة لحج.
وقال مدير العمليات الإنسانية لدولة الإمارات إن إطلاق دولة الإمارات لهذه الحملة يأتي استجابة للسلطات اليمنية وإسهاما وتعزيزا لدور وجهود السلطة المحلية في عدن ولحج، مؤكدا أهمية تضافر جميع الجهود من أجل تصريف وسحب مياه الأمطار من الشوارع والأحياء السكنية لتجنب تفشي وانتشار الأمراض والأوبئة إضافة إلى فتح الطرقات لاستمرارية حركة السير والمواصلات بشكل طبيعي.
وأوضح أن الحملة تتضمن تقديم مساعدات إغاثية وإيوائية للنازحين حيث سارعت الفرق التطوعية التابعة للهلال الأحمر الاماراتي بالنزول إلى مخيمات النازحين للإطلاع على أوضاعهم والأضرار التي تعرضوا لها بهدف مساعدتهم وتوفير الاحتياجات اللازمة لهم، مشيرا إلى أن الهيئة عملت على تسيير دفعة عاجلة من الخيام والطرابيل للنازحين في مخيم الرباط وتوزيعها على الأسر التي تعيش بلا مأوى منذ ليلة أمس، وستتبعها قافلة مساعدات أخرى تضم خياما وطرابيل للمخيم خلال الساعات القادمة.
فيما أعلن التحالف العربي عن إطلاق حملة إغاثية عاجلة وجسر جوي لتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للمتضررين من الأمطار الغزيرة في العاصمة عدن والمحافظات المجاورة لها.
وصرح المتحدث الرسمي باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي، أن الحملة ستطلقها قيادة القوات المشتركة للتحالف، إلى جانب مشاركة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.
وأوضح أن الحملة تشمل تقديم المواد الغذائية، والمواد الطبية والإيوائية، وفتح الطرقات، وسحب المياه، وإصلاح الكهرباء، وتقديم الدعم بالمعدات اللازمة لتخفيف معاناة المتضررين.
وشدد على أن الحملة تهدف إلى تخفيف معاناة المتضررين، مؤكداً أن قيادة القوات المشتركة بالتحالف تتابع ما تعرضت له محافظة عدن وبعض المحافظات المجاورة لها من آثار للأمطار الغزيرة، وما خلفته من أضرار على المواطنين والبنية التحتية.