الدعم الأممي لغريفيث يعمق الانحياز للحوثي ويعقد موقف الشرعية
الاثنين 10 يونيو 2019 22:23:29
جدد أعضاء مجلس الأمن دعمهم الكامل للمبعوث الخاص للأمين العام في اليمن مارتن غريفيث، في خطوة مفاجأة وغير متوقعة بالنسبة للرئيس عبدربه هادي منصور والذي أكد في خطاب رسمي رفضه التعامل مع المبعوث الأممي مجددا، وقد تكون أحد الأسباب التي دفعت إلى إقالة أو استقالة وزير الخارجية خالد اليمني، ما يعقد موقف الشرعية من المفاوضات المقبلة مع مليشيا الحوثي.
وعلى الجانب الآخر فإن تلك الخطوة تأتي في صالح مليشيا الحوثي والتي ترى أن هناك تناغما بينها وبين المبعوث الأممي وصلت درجته إلى عدم اتهامها بشكل علني بتقويض اتفاق السويد، بل الأكثر من ذلك أنه استجاب لمطالبها بشأن طريقة الانسحاب الأحادية من موانئ الحديدة، الأمر الذي يعمق من الانحياز الأممي للمليشيات المدعومة من إيران.
ويرى مراقبون أن تجديد الثقة في غريفيث يعد نتيجة طبيعية لضعف الشرعية وفشلها في أن تشكل ضغطا دبلوماسيا حقيقيا على المستوى الدولي بما يدفع للاستماع عليها ويضمن عدم الانحياز للعناصر الانقلابية، وأن ذلك يرجع إلى ما تعانيه من ضعف عسكري على أرض الواقع بعد أن ظلت لأكثر من أربع سنوات غير قادرة على أن تحقق خرقا في مواجهة المليشيات الحوثية التي تستطير على بعض محافظات الشمال.
ويذهب البعض للتأكيد على أن استمرار غريفيث في منصبه يصب في صالح استمرار فشل تحقيق أي نجاح يذكر على اتفاق السويد، لكنه قد يمهد لعقد مفاوضات جديدة يخوضها وزير الخارجية الجديد حال ترك اليماني منصبه بشكل نهائي، وفي مجمل الأوضاع فإنه من الواضح أنه لا يوجد أفق للمفاوضات السياسية وأن الحلول العسكرية في الحديدة تعد الأكثر جدية في ظل توالي الانتهاكات الحوثية هناك.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي تركي المالكي إن النظام الإيراني يعمل على تقويض الاستقرار في المنطقة من خلال دعم مليشيا الحوثي التي انتهكت اتفاق ستوكهولم لوقف إطلاق النار في الحديدة 5083 انتهاكاً.
ووفقا لما ذكره موقع "العربية نت"، فقد حصلت على مسودة البيان الصحافي المرتقب لمجلس الأمن الذي خطته بريطانيا ووضعته تحت الإجراء الصامت، أمس الأحد، والذي جاء فيه تأكيد أعضاء مجلس الأمن على دعمهم الكامل للمبعوث الخاص للأمين العام مارتن غريفثس.
وخلال المسودة ، ناشد الأعضاء الأطراف بالانخراط البنّاء والمستمر مع المبعوث الخاص، وأشار البيان، إلى أن أعضاء مجلس الأمن ينظرون بعين إيجابية إلى التقدم الأولي الذي أحرزته الأطراف نحو تطبيق المرحلة الأولى من إعادة الانتشار في الحديدة.
كذلك، جدد أعضاء مجلس الأمن مناشدتهم الأطراف للاستمرار في التطبيق الأوسع لاتفاق ستوكهولم، بما في ذلك إظهار الاحترام الكامل لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة.
ومؤخرا تحدثت تقارير عن تبني بريطانيا وعدد من الدول الفاعلة في مجلس الأمن مقترحًا، ما زال محل نقاش في كواليس الأمم المتحدة، يدور حول إمكانية استصدار قرار من مجلس الأمن في جلسته القادمة المخصصة لليمن في السابع عشر من يونيو لإرسال قوات حفظ سلام إلى الحديدة.
فيما شنت المليشيات الحوثية، اليوم الاثنين، عمليات قصف واستهداف لمواقع قوات ألوية العمالقة بأطراف منطقة الجبلية في محافظة الحديدة.
وكذلك صعدت مليشيات الحوثي من عملياتها العسكرية اليوم الاثنين، مستهدفة مواقع تابعة لقوات ألوية العمالقة والقوات المشتركة في مناطق متفرقة بالحديدة، وتعرضت مواقع العمالقة والقوات المشتركة شرق مدينة الدريهمي بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة ، من بينها قذائف مدفعية الهاون الثقيلة .
ويأتي هذا التصعيد الحوثي في الدريهمي يتزامن مع تصعيد مماثل تقوم به المليشيات في مختلف المحاور في محافظة الحديدة ، في ظل سريان الهدنة الأممية لوقف إطلاق النار في الحديدة يقابلها التزام تام ببنود الهدنة من قبل ألوية العمالقة والقوات المشتركة .