الصرخة السوداء والـ500 ريال.. قنبلة العبر تنفجر في وجه الشرعية (فيديو)

"تلفّحت بالأسود، لم تُرَ منها إلا عينان غارقتان في سيل من الدموع، محاطتان بقلب ينبض بالتوسل، أطلقت نفسها لعنان الشكوى، فتحدّث خوفها قبل أن تتحدث شفتاها، قالت راجيةً مستكينة: اتقوا الله في أنفسكم".

هذا حال سيدة، وقفت تشكو من معاناة الآلاف ممن هم في شأنٍ كشأنها، تشكو طريق العبر، الذي طفح كيل الناس من مر الشكوى منه، دون أن يجد أحدٌ عند "الشرعية" آذاناً صاغية.

طريق العبر الحدودي الذي يربط اليمن بالمملكة العربية السعودية يشهد بشكل شبه يومي حوادث مرورية، لم تجد حلاً من الحكومة، وباتت تتوالى صرخات الناس لإنقاذهم من هذا الوضع المؤلم، فأصبح هذا الطريق ممراً إلى الموت لا إلى شيء آخر.

تقول السيدة في الفيديو، الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "كل يوم نسمع عن حوادث على طريق العبر ولا تفعلون شيئاً.. هل ما عندكم ميزانية ولا معونة؟"، ثم أشارت السيدة إلى مبلغ 500 ريال، هي كل ما تملكه، وأضافت باكيةً مخاطبة الرئيس عبد ربه منصور هادي: "اتقوا الله في أنفسكم.. كل شاب يخرج فرحان إلى أهله ينقلب في الطريق.. هذه 500 ريال كل ما أملكه.. خذ ما نملك لصيانة الطريق".

وأضافت: "يؤجر المرء إذا أبعد الأذى عن الطريق.. هذا ليس أذى، هذا موت، السيارات تنقلب دائماً.. اتقوا الله، نحن نشتكي إلى الله".

طريق العبر أصبح يوصف بأنّه "طريق الموت"،  وكانت السلطات المحلية في مأرب قد أعلنت قبل أكثر من عام ترميم الطريق بتكلفة أكثر من ٢٠٠ مليون ريال، إلا أنّه بعد الإعلان عن تدشين المشروع ووضع حجر الأساس، لم يحدث شيء.

وقبل أيام، أطلقت مبادرة شعبية لسفلتة طريق العبر، بعد ازدياد عدد الحوادث وارتفاع عدد ضحايا من المغتربين والمسافرين في ذات المكان .

القائمون على المبادرة قالوا إنّهم أطلقوها بعد تقاعس الحكومة عن دورها بسرعة عمل حلول بالرغم من تكرار المناشدات المستمرة منذ خمسة أعوام.

وكان مصدر طبي قد كشف أنَّ كثيراً من ضحايا حوادث المرور في طريق العبر يتوفون قبل الوصول إلى مستشفى سيئون، بسبب بعد المراكز الصحية عن الطريق.

وأضاف المصدر، حسبما نقلت تقارير إعلامية، أنّ أكثر الضحايا هم من المغتربين اليمنيين القادمين من السعودية، داعياً الحكومة لسرعة صيانة الطريق للحد من الحوادث وسقوط الوفيات.