استهداف مطار أبها.. إلى متى سيتغاضى المجتمع الدولي عن جرائم الحوثي؟
رأي المشهد العربي
تعبث مليشيا الحوثي الانقلابية باستقرار الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، بعد أن أضحت أداة فاعلة بيد إيران تستخدمها وقتما تشاء حال كانت بحاجة إلى تخفيف الضغوط الدولية عليها أو أرادت الانتقام ممن تراهم خصومها بالمنطقة، لكن التمادي في تلك الجرائم من دون أن يكون هناك وقفة جادة من المجتمع الدولي تعني أن هناك ضوءا اخضرا لاستمرارها في اختراق كافة القوانين الدولية.
جميع المؤشرات تشير إلى أن الحرس الثوري الإيراني هو من أمد مليشيا الحوثي بالسلاح الذي استخدمته في استهداف المدنيين بمطار أبها السعودي، وهو أمر له دلالاته إذ أن إيران التي تواجه عقوبات اقتصادية وسياسية صارمة من الولايات المتحدة الأمريكية، تحاول أن تصدر مليشيا الحوثي مشهد جرائمها الإقليمية التي تدعمها، في ظل تنصيف أمريكا الحرس الثوري على قائمة التنظيمات الإرهابية.
وبالتالي فإن دور مليشيا الحوثي يأخذ في التصاعد على المستوى الإقليمي بعد أن ارتكبت جملة من الجرائم على بالبحر الأحمر وعلى الأراضي السعودية خلال الشهر المنقضي منذ أن أعلنت الولايات المتحدة الحشد العسكري في منطقة الخليج ضد الأخطار الإيرانية، ما يشي بأن دور المليشيات المدعومة من إيران تخطي البعد المحلي ليمتد إلى مهام أخرى إقليمية من خلال استهداف مواقع مؤثرة.
بالنظر إلى تحليل المشهد الحالي في اليمن فإن المليشيات الحوثية تتمتع بوجود مريح في محافظات الشمال يمكنها من إعداد وتنفيذ عملياتها الإرهابية، وأن أساس التعامل مع الخطر الحوثي على المستوى الإقليمي لابد أن يكون محليا أولاً، ويكون ذلك من خلال خطوات واضحة ومحددة؛ على رأسها، تغيير القيادات الفاسدة داخل قوات الجيش والتي سمحت للحوثيين بأن يمرروا أسلحتهم القادمة إليهم من إيران ومن ثم استخدامها في عمليات إرهابية إقليمية تشكل خطرا على أمن المنطقة.
والخطوة الثانية تكمن في التجهيز لعمليات عسكرية واسعة ضد المناطق التي تستطير عليها مليشيا الحوثي، وأن ذلك يتطلب حكومة قوية قادرة على مساندة تلك العمليات، وإنهاء حالات الفساد الإداري الحالية التي تقضي على أي محاولة لإنهاء خطر المليشيات بالشمال مثلما الوضع بمحافظات الجنوب، بجانب إبعاد مليشيا الإصلاح عن المناصب الجوهرية في وقت تتقارب فيها بشكل كبير من المليشيات الإرهابية.
أما ثالث الخطوات فتتمثل في زيادة الضغوطات الدبلوماسية من جانب الحكومة ودول التحالف العربي على مجلس الأمن من أجل فرض عقوبات على العناصر الانقلابية المدعومة من طهران، وكذلك الدفع بوضعها على لائحة الإرهاب الأمريكية، وإيقاف أي مفاوضات من شأنها أن تعطي شرعية للمليشيات الإيرانية، لكن شريطة أن يكون هناك قوة عسكرية تدفع تلك القرارات لأن تصبح واقعا في وقت تسبب فيه ضعف الشرعية في تنامي خطر الحوثيين.
الخطوة الرابعة والأخيرة تتمثل في استغلال أصدقاء التحالف العربي الإقليمين لإنهاء حالة التغاضي عن الجرائم الحوثية المرتبكة داخل اليمن، في ظل دعم الأمم المتحدة للمراوغات الحوثية الرافضة للانسحاب من موانئ الحديدة، إذ أن تمكين المليشيات الإيرانية من فرض رغباتها يصب مباشرة لصالح تقوية شوكتها الإرهابية التي أضحت تطال مناطق إستراتيجية عديدة.
