استقالة الوزير وغضب الشرعية.. بركان اليماني الذي لم يخمد ثورانه
لا تزال استقالة وزير الخارجية خالد اليماني من منصبه تلقي بظلالها، محدثةً ما يمكن اعتباره انقلاباً سياسياً - دبلوماسياً كبيراً في معسكر الشرعية.
معلومات جديدة رَشَحت في هذا الملف، إذ كشفت مصادر حكومية اليوم الأربعاء، بأنّ الرئيس عبد ربه منصور هادي يدرس حالياً تعيين بديل اليماني، وسط تكهنات بأسماء عدة.
من بين الأسماء التي أوردتها المصادر، في حديثها لصحيفة الشرق الأوسط، أحمد بن مبارك السفير اليمني في واشنطن، وإمكانية كذلك عودة الوزير الأسبق ومستشار الرئيس هادي، عبد الملك المخلافي لشغل المنصب من جديد.
ونقلت الصحيفة عن مقربين من اليماني قولهم إنَّ أسباب استقالته تعود إلى اتهامه من قبل أطراف في أوساط الشرعية بالتقصير في إدارة الملف المتعلق باتفاق السويد وتنفيذ إعادة الانتشار في الحديدة وعدم اتخاذه مواقف حاسمة في مواجهة المبعوث الأممي مارتن جريفيث.
وتحدَّثت المصادر عن أنّ فشل اليماني أثار استياء الرئاسة التي خطّطت لإزاحته من المنصب، إلا أنّه استبق الأمر بإعلانه استقالته من منصبه.
اليماني فنَّد أسباب استقالته قائلاً: "قمت بواجبي على أكمل وجه، وعملت بشكل وطني لأجل وطني وإنقاذ شعبنا من معاناة الحرب.. نعم قدمت استقالتي وأزيد عليها أنني طلبت لجوء هنا في أمريكا بعد توارد معلومات بأن هناك نوايا تحريضية داخل الرئاسة تسعى لإصدار قرار يشوه بي".
وأضاف: "إذا كان الرئيس يطلبني للقاء لغرض إحراجي بتحريض من الحاقدين الذين يرمون عادةً إخفاقهم في الميدان على الجانب الدبلوماسي فسأحضر بضمانات.. أنا أديت واجبي واليوم لا يسعني العمل بعد اختطاف قرارات الحكومة من جماعة تحرض ضد كل من لم يخضع لها".
اليماني كان عنواناً لجدل كبير داخل "الشرعية" عندما أظهرت مواقفه مع التطورات السياسية الجارية خلافاً مع وعبد الملك المخلافي.
الجدل كان بسبب تصريحات لليماني، شدّد فيها على ضرورة استنفاذ كل فرص السلام المتوفرة لحل الأزمة لأن الضغط العسكري لم يؤد إلى حل بعد تجربة أربع سنوات من الحرب.
وقال في حديث لوكالة "سبوتنيك"، رداَ على سؤالٍ كيف ستتعامل الحكومة اليمنية في حال عدم تنفيذ الحوثيين اتفاق ستوكهولم - في وقتٍ سابق: "نحن نتعامل مع مليشيات لا تحترم المجتمع الدولي ولا تحترم التزاماتها بالقانون الوطني، فبالتالي كل ما يجب أن نعمل معها هو أن نستمر في الضغط وأن نستمر في إرسال الرسائل الهامة لكل مكونات المجتمع اليمني، أننا ينبغي أن نتوحد لهزيمة المشروع الحوثي".
ورداً على سؤال إن كان يقصد بكلامه الضغط العسكري، أجاب الوزير: "أنا كممثل الدبلوماسية لا أتحدث عن الضغط العسكري، ولا أعتقد أنّ هناك حقيقة أهمية للضغط العسكري، لأننا جربنا الحرب خلال أربع سنوات والمهم الآن أن نجرب كل فرص السلام".
لكن في المقابل، صدرت رؤية حكومية أخرى على لسان مستشار هادي، حيث قال - بالتزامن مع تصريحات اليماني: "الحروب تحركها أوهام طرف إقصائي يظن مقدرته على إقصاء الآخرين والانتصار عليهم، وتراق دماء كثيرة قبل أن ينكشف الوهم في النهاية.. السلام أيضاً قد يكون وهما وله نفس نتائج وهم الحرب إذا لم تكن الاغلبية الحريصة على السلام مدركة لمخاطر الترويج لسلام زائف".
تصريحات المخلافي التي بدت كردٍ عما قاله اليماني جاء فيها: "من يعرف جماعة الحوثي يدرك أنها لن تفرط بما تعتقد أنها أوراق بيدها أكانت أرض كالحديدة مثلاً أو حتى معتقلين، وستبقى محتفظة بكل ذلك الى اللحظات الأخيرة قبل هزيمتها لتحصل مقابل ذلك على وضع أفضل في التفاوض فلا يجب الركون على تنفيذ أي اتفاقات مجزأة معها، إنه التفكير الأمامي اللعين".
وفي ردٍ أكثر توضيحاً، قال مستشار هادي: "لا يوجد مع الأسف في الطرف الحوثي يد مقابلة تقابل اليد الممدودة للسلام من جانب الشرعية.. ولا يوجد عقلاء يستفيدون من دعوة رئيس الجمهورية للسلام في خطاب سيئون ولهذا ستضيع الفرصة وستستمر الحرب مع جماعة لا تفهم إلا لغة الحرب والدمار ولا تفهم لغة السلام والأخوة والحفاظ على الوطن".