سكت يوماً وفجّر جدلاً.. ماذا وراء إدانة وزير الدفاع لهجوم مطار أبها؟
بعد مرور 24 ساعة على الهجوم الإرهابي الذي شنَّته مليشيا الحوثي الانقلابية على مطار أبها السعودي، هبط وحي الإدانة على وزير الدفاع محمد علي المقدشي، لكنّه القائد العسكري (الموالي لجماعة الإخوان الإرهابية) فجّر عاصفةً من الجدل.
المقدشي قال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "ندين ونستنكر قيام المليشيا الحوثية الإرهابية بقصف مطار أبها الدولي واستهداف المدنيين والمنشئات العامة في المملكة العربية السعودية الشقيقة".
وأضاف: "هذه الجريمة تؤكد أن المليشيات الحوثية أداة لتنفيذ المخططات الإيرانية الساعية للعبث بأمن المنطقة وتحويل اليمن إلى بؤرة لتهديد الجوار".
بعيداً عن حجم الإدانة الواسعة على الأصعدة العربية والإسلامية والغربية لهذا العدوان الحوثي، إلا أنّ تغريدة "المقدشي" أثارت عاصفة من الجدل، بعدما ذكّرت بالتحالف بين حزب الإصلاح الإخواني وقادته النافذة في الحكومة ومن بينهم وزير الدفاع مع المليشيات الحوثية.
حزب "الإصلاح" يجيد الرقص على كل الحبال، ففي الوقت الذي يخوض فيه تحالفاً سرياً مع المليشيات الحوثية، يحرص على إصدار بيانات إدانة للجرائم التي يرتكبها، في محاولة لغسل يديه المتسخة بانتهاكات هذا المحور الشرير.
حطّت تغريدة المقدشي كـ"بركان" لا تخمد ثورانه، وانفجرت في وجه هذا القائد الإخواني النافذ في معسكر الشرعية العديد من الانتقادات على الدعم الخفي للحوثيين، إذ وُجِّهت مطالبٌ لوزير الدفاع قبل الإدانة والاستنكار، بمنع التهريب الذي يمر عبر نقاط الجيش الموالية للشرعية باتجاه الحوثيين، وإعادة الجنود التابعين لقادة الإصلاح في الحكومة الذين يقاتلون في صفوف المليشيات.
قادة "الإصلاح" النافذون، وعلى رأسهم نائب الرئيس علي محسن الأحمر وزير الدفاع المقدشي، يتستّرون بغطاء "الشرعية"، بينما هم في الواقع تحالفوا مع الحوثيين، وسلّموا المليشيات مناطق استراتيجية، بالإضافة إلى إدارة شبكات تهريب أسلحة ومخدرات، تدر على قادة الإخوان ملايين الدولارات شهرياً.
المقدشي نفسه أثبت ولاءه للحوثيين وخدمته لهم، ففي الوقت الذي يخوض فيه الجنوبيون معارك ضارية ضد مليشيا الحوثي على حدود محافظة الضالع، ابتكر وزير الدفاع وسيلة جديدة من الممكن لمحاولة إرباك القوات المرابطة، إذ قرر سحب الدائرة المالية لوزارة الدفاع وتوقيف نشاط مديرها وطاقمه في عدن ونقل الدائرة من العاصمة عدن إلى محافظة مأرب.
واستهجن عدد كبير من القادة العسكريين والسياسيين الجنوبيين قرارات المقدشي، وعقد عدد من قادة ومنتسبي القوات المسلحة الجنوبية والمقاومة الجنوبية لقاء تشاوري للوقوف أمام قرارات وزير الدفاع التابع للشرعية والتي تعد محاولة لتمرير عمليات الفساد والسيطرة على المخصصات المالية للوزارة لصالح جماعته وألويته الوهمية.
ولقِّب المقدشي بأنّه "غول الفساد" منذ كان مسؤولًا عسكرياً إبان حكم علي عبدالله صالح، وكان قد استولى على 20 سيارة، مقدمة كمنحة من إحدى دول التحالف العربي لدعم قوات الجيش، من أجل توصيل الطلبات التموينية للجبهات في المعارك وباعهم مقابل ملايين الريالات من العملة المحلية.
ولم يتوقف سطو المقدشي على خزينة الدولة فقط، بل وصل إلى بيع مخصصات الجيش من مخازن الأسلحة عن طريق أقارب له من الضباط وهي عبارة عن بنادق شخصية حديثة الصنع، ورشاشات متوسطة في صفقة فساد كبيرة بدلاً من إرسالها لجبهات القتال.