كيف ضيَّقت السعودية الخناق على الحوثيين تحت مظلة مجلس الأمن؟

الجمعة 14 يونيو 2019 18:01:00
كيف ضيَّقت السعودية الخناق على الحوثيين تحت مظلة مجلس الأمن؟

في الوقت الذي يُكثِّف فيه التحالف العربي هجماته على مليشيا الحوثي، عمدت المملكة العربية السعودية على تضييق الخناق سياسياً على الانقلابيين تحت مظلة مجلس الأمن.

الرياض أرسلت في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، رسالةً إلى مجلس الأمن حول استهداف المليشيات الحوثية لمطار أبها، وقالت إنّ الانقلابيين اعترفوا بمسؤوليتهم عن الحادث الإرهابي.

وأضافت أنَّ النظام الإيراني يواصل دعم الأعمال الإرهابية العابرة للحدود، مؤكدة أنَّ دعم إيران لمليشيا الحوثي خرق للقرارات الدولية، وأوضحت أنَّ التحقيق السعودي يثبت أنّ الانقلابيين حصلوا على نوعية خاصة من الأسلحة، مؤكدة أنها أبلغت مجلس الأمن أنها تحقق في نوعية الصاروخ المستخدم بهجوم أبها.

وأكّدت الرياض أنّها والتحالف العربي سيتخذون إجراءات عاجلة بما يضمن حماية المدنيين ومحاسبة الجناة وفقاً للقانون، ولردع هذه الهجمات الإرهابية.

وشنَّت الميليشيات الانقلابية الموالية لإيران، أمس الأول الأربعاء، هجومًا إرهابيًّا استهدف مطار أبها، وأعلن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد ركن تركي المالكي أنَّ مقذوفًا حوثيًّا معاديًّا سقط بصالة القدوم بمطار أبها الدولي، ما أسفر عن إصابة 26 شخصًا مدنيًّا من المسافرين، من جنسيات مختلفة، بينهم ثلاث نساء وطفلان.

وفي الأربع سنوات الماضية، استهدفت المليشيات الحوثية أكثر من 1071 شخصاً من المدنيين في عموم مناطق السعودية عبر مقذوفات أو شظايا صواريخ محطمة، ما أسفر عن سقوط 112 قتيلاً و959 جريحاً.


وتجاوز عدد الصواريخ التي تمّ إطلاقها على السعودية من قبل المليشيات الحوثية، 225 صاروخاً باليستياً وكان أحدها موجهاً إلى مكة المكرمة، بينما وصل عدد الطائرات المسيرة الإيرانية من نوع (أبابيل - راصد) التي استخدمتها المليشيات في توجيهها لمواقع سعودية لأكثر من 155 طائرة من دون طيار، بالإضافة إلى الزوارق المفخخة.

في هذا السياق، تقول صحيفة الشرق الأوسط إنّ هذه الهجمات على مر السنوات الماضية تؤكّد القدرات الصاروخية التي تمتلكها المليشيات الانقلابية عبر أدوات إيرانية الصنع ساهمت طهران في تهريبها قبل بدء عاصفة الحزم 2015، إضافةً إلى تركيب القطع وتصنيعها من خلال الخبراء التابعين للنظام الإيراني كما تكشفه بيانات التحالف من خلال قطع للمقذوفات أو الصواريخ التي استهدفت الأراضي السعودية.

وكان للمليشيات الحوثية استهدافات متكررة للأعيان المدنية، حيث سبق أن أطلقت صاروخ "زلزال 3" في أغسطس 2016 الذي استهدف تجمعاً مدنياً في مدينة نجران، راح ضحيته سبعة أشخاص، وذكرت حينها وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) أن الصواريخ التي يستخدمها الحوثيون هي صناعة إيرانية.

وتمتلك المليشيات المدعومة من إيران، صواريخ متنوعة مثل صاروخ «بركان» الذي تم تطويره في فترة ماضية، وصاروخ "بركان 1" الذي يعد صاروخاً إيرانياً وطوّرته مليشيا حزب الله اللبناني، واستمر في تطويره الحوثيون، بالإضافة إلى صاروخ "زلزال 3"، وصاروخ "دهلوي"، بالإضافة إلى صواريخ "سكود".

وفي وقتٍ سابق، كشف تقريرٌ سري سابق لفريق خبراء في الأمم المتحدة، قُدِّم لمجلس الأمن، أنّ إيران تدعّم المليشيات الحوثية بشحنات كبيرة من أسلحة ومتفجرات بصناعة إيرانية منذ عام 2009، وقد يكون سبقتها إمدادات لأكثر من خمسة أعوام على الأقل، بالإضافة إلى تدريب عدد من الحوثيين على استخدامها في إيران وفي داخل اليمن.