مزاعم تمرُّد عدن وصناعة الكذب.. الإصلاح يستلهم نازية هتلر
"اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يُصدّقك الناس".. قلَّب حزب الإصلاح في دفاتر التاريخ، استلهم صفحات تتماشى جيداً مع سياساته، فوجد ضالته فيما قاله بول جوزيف جوبلز، وزير الدعاية السياسية في عهد أودلف هتلر، ومهندس أفكاره النازية.
اتبع "الإصلاح"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية، مردّداً أكاذيب عبر أبواقه الإعلامية وعبر قادته النافذين في الشرعية، تستهدف في المقام الأول تحقيق أجنداته ومحاولة النيل من الجنوب، شعباً وأرضاً وهوية.
وزير التعليم عبد الله لملس، المعروف بموالاته لحزب الإصلاح، كان الخطوة الأولى في هذا المخطط الذي قام على ترويج أكاذيب عن أنّ "الشرعية" تواجه تمرداً في عدن، مكيلاً اتهامات تثير السخرية قبل أن ينال منها التشكيك، للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذا الصدد.
ولأنّ "الإخوان" معروفة بهياكلها التنظيمية وعملها بما يُشبه "العصابات المنظمة"، قامت الجماعة ممثلة في فرعها اليمني (حزب الإصلاح) بتوسيع دائرة هذه الحملة "الجهنمية" عبر أبواقها الإعلامية.
"المشهد العربي" رصد تقارير، نُشرت في توقيت متزامن، عبر مواقع إخبارية وقنوات تلفزيونية معروفة جميعها بالولاء لجماعة الإخوان، ويحصل أغلبها على تمويلات هائلة من الحكومة القطرية، مارست ما يمكن اعتباره "هذياناً إعلامياً" بزعم التمرد في عدن.
خطة "الإصلاح"، التي فُضِح أمرها، تُنفِّذها أطرافٌ فاعلة في "الشرعية"، موالون لجماعة الإخوان، يتصدرهم نائب الرئيس علي محسن الأحمر الذي يقود تحالفاً غير معلن بين الإخوان والحوثيين، يقوم على تحقيق مصالح كل منها من المقام الأول والأخير.
كما نشرت وسائل إعلام موالية للإخوان أيضاً تصريحات منسوبة لـ"مهران القباطي"، وهو قائد عسكري بارز في "الشرعية"، الذي يوالي بشكل مباشر الجنرال محسن الأحمر، يروِّج فيها مزاعم عن نشر المجلس الانتقالي مجاميع مسلحة.
الكذب الإخواني في هذا السياق لم يخلُ من الخديعة الكبرى، ففي الوقت الذي زعم فيه قادة "الإصلاح" النافذون في الشرعية، سواء في الجيش أو الحكومة، أنّ مجموعات مسلحة يحشدها المجلس الانتقالي ضمن حملة التمرد المزعومة، إلا أنّ الفضيحة الإخوانية اكتملت عندما تم الكشف عن هوية هذه المجموعات.
مصادر مطلعة كشفت عن وقوف سليمان الزامكي الذي وصفته بأنّه قيادي مقرب من وزير الداخلية أحمد الميسري وراء عملية تحشيد مجاميع مسلحة في عدن.
المصادر أبانت بأنّ الزامكي يحشد منذ أيام عناصر مسلحة في استراحة النفط بخورمكسر، بدعوى عملية تجنيد.
يقوم "الإصلاح" بعمليات التحشيد وتهريب الأسلحة والذخائر بهدف إشعال الوضع بعدن، في الوقت الذي يبثون الإشاعات للتضليل على أفعالهم الإجرامية.
تُجيد جماعة الإخوان "خلط الأوراق" جيداً، وتُنفِّذ هذه السياسة على مدار محطات الأزمة اليمنية خلال سنواتها المتعاقبة، وفي المرحلة الراهنة يرتبط هذا المخطط الشرير بما يجري من مواجهات عسكرية على الأرض.
تُحقِّق القوات الجنوبية بطولات ملهمة في المواجهات الدائرة حالياً أمام المليشيات الحوثية على جبهات عدة، وهي انتصارات لا شك أنّها تمثّل مصدر أرق كبيراً لحزب الإصلاح.
الانتصارات الجنوبية لم تُشكّل فقط ردعاً للمليشيات الانقلابية وإجهاضاً لمؤامراتها المُصاغة في إيران، بل فضحت جرائم "الإصلاح" وعناصره النافذين في "الشرعية"، الذي هربوا أولاً من مواجهة الحوثيين، ثم سلَّمت المليشيات مناطق محررة بعدما جمعهما ذلك الحلف الموصوف بـ"الشيطاني".
إزاء ذلك، بدا أنّ حزب الإصلاح يحاول التغطية على هذه الانتصارات، ويسعى للإلهاء وقلب الأوراق واستهداف المجلس الانتقالي الذي يقدم إنجازات سياسية وأمنية، تخطو بالجنوب يوماً بعد يوم، نحو استعادة دولته.